Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 55-60)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالُواْ بَشَّرْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ } باليقين الذي لا لبس فيه { فَلاَ تَكُن مّنَ ٱلْقَـٰنِطِينَ } من الآيسين من ذلك { قَالَ } أي إبراهيم { وَمَن يَقْنَطُ } وبكسر النون : بصري وعلي { مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } إلا المخطئون طريق الصواب أو إلا الكافرون كقوله : { إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } [ يوسف : 87 ] أي لم أستنكر ذلك قنوطاً من رحمته ولكن استبعاداً له في العادة التي أجراها . { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ } فما شأنكم { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } أي قوم لوط { إِلآ ءَالَ لُوطٍ } يريد أهله المؤمنين ، والاستثناء منقطع لأن القوم موصوفون بالإجرام والمستثني ليس كذلك ، أو متصل فيكون استثناء من الضمير في { مجرمين } كأنه قيل : إلى قوم قد أجرموا كلهم إلا آل لوط وحدهم ، والمعنى يختلف باختلاف الاستثناءين لأن آل لوط مخرجون في المنقطع من حكم الإرسال يعنى أنهم ارسلوا إلى القوم المجرمين خاصة ولم يرسلوا إلى آل لوط أصلاً ، ومعنى ارسالهم إلى القوم المجرمين كإرسال السهم إلى المرمى في أنه في معنى التعذيب والإهلاك كأنه قيل : إنا أهلكنا قوماً مجرمين ولكن آل لوط أنجيناهم . وأما في المتصل فهم داخلون في حكم الإرسال يعني أن الملائكة أرسلوا إليهم جميعاً ليهلكوا هؤلاء وينجوا هؤلاء . وإذا انقطع الاستثناء جرى { إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } مجرى خبر لكن في الاتصال بآل لوط لأن المعنى . لكن آل لوط منجون ، وإذا اتصل كان كلاماً مستأنفاً كأن إبراهيم عليه السلام قال لهم : فما حال آل لوط ؟ فقالوا : إنا لمنجوهم { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } مستثنى من الضمير المجرور في { لمنجوهم } وليس باستثناء من الاستثناء ، لأن الاستثناء من الاستثناء إنما يكون فيما اتحد الحكم فيه بأن يقول « أهلكناهم إلا آل لوط إلا امرأته » وهنا قد اختلف الحكمان لأن إلا آل لوط متعلق بـ { أرسلنا } أو بـ { مجرمين } و { إلا امرأته } متعلق بـ { منجوهم } فكيف يكون استثناء من استثناء . { لمنجوهم } بالتخفيف : حمزة وعلي { قَدَّرْنَآ } وبالتخفيف : أبو بكر { إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } الباقين في العذاب . قيل : لو لم تكن اللام في خبرها لوجب فتح « إن » لأنه مع اسمه وخبره مفعول { قدرنا } ولكنه كقوله { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } الصافات : 158 ) وإنما أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم ولم يقولوا قدر الله لقربهم كما يقول خاصة الملك أمرنا بكذا والآمر هو الملك .