Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 39-42)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ } متعلق بما دل عليه { بلى } أي يبعثهم ليبين لهم ، والضمير لـ { من يموت } وهو يشمل المؤمنين والكافرين { ٱلَّذِى يَخْتَلِفُونَ فِيهِ } هو الحق { وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَـٰذِبِينَ } في قولهم { لا يبعث الله من يموت } { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } أي فهو يكون ، وبالنصب : شامي وعلي ، على جواب . كن { قولنا } مبتدأ و { أن نقول } خبره و { كن فيكون } من « كان » التامة التي بمعنى الحدوث والوجود أي إذا أردنا وجود شيء فليس إلا أن نقول له أحدث فهو يحدث بلا توقف ، وهذه عبارة عن سرعة الإيجاد تبين أن مراداً لا يمتنع عليه ، وأن وجوده عند إرادته غير متوقف كوجود المأمور به عند أمر الآمر المطاع إذا ورد على المأمور المطيع المتمثل ولا قول ثَم . والمعنى أن إيجاد كل مقدور على الله بهذه السهولة فكيف يمتنع عليه البعث الذي هو من بعض المقدورات ؟ { وَٱلَّذِينَ هَـٰجَرُواْ فِى ٱللَّهِ } في حقه ولوجهة { مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } هم رسول الله وأصحابه ظلمهم أهل مكة ففروا بدينهم إلى الله ، منهم من هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة فجمع بين الهجرتين ، ومنهم من هاجر إلى المدينة { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا حَسَنَة } صفة للمصدر أي تبوئة حسنة أو لنبوئنهم مباءة حسنة وهي المدينة حيث آواهم أهلها ونصروهم { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ } الوقف لازم عليه لأن جواب { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } محذوف والضمير للكفار أي لو علموا ذلك لرغبوا في الدين أو للمهاجرين أي لو كانوا يعلمون لزادوا في اجتهادهم وصبرهم { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } أي هم الذين صبروا أو أعني الذين صبروا ، وكلاهما مدح أي صبروا على مفارقة الوطن الذي هو حرم الله المحبوب في كل قلب فكيف بقلوب قوم هو مسقط رؤوسهم ، وعلى المجاهدة وبذل الأرواح في سبيل الله { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } أي يفوضون الأمر إلى ربهم ويرضون بما أصابهم في دين الله . ولما قالت قريش : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً نزل