Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 43-47)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيْهِمْ } يوحى اليهم على ألسنة الملائكة . { نوحي } حفص { فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ } أهل الكتاب ليعلموكم أن الله لم يبعث إلى الأمم السالفة إلا بشراً . وقيل للكتاب الذكر لأنه موعظة وتنبيه للغافلين { إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَـاتِ وَالزُّبُرِ } أي بالمعجزات والكتب والباء يتعلق بـ { رجالاً } صفة له أي رجالاً ملتبسين بالبينات ، أو بأرسلنا مضمراً كأنه قيل : بم أرسل الرسل ؟ فقيل : بالبينات ، أو بـ { يوحي } أي يوحي إليهم بالبينات أو بـ { لا تعلمون } ، وقوله : { فاسألوا أهل الذكر } اعتراض على الوجوه المتقدمة وقوله { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ } القرآن { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } في الذكر مما أمروا به ونهوا عنه ووعدوا به وأوعدوا { وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } في تنبيهاته فينتبهوا { أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ } أي المكرات السيئات ، وهم أهل مكة وما مكروا به رسول الله عليه السلام { أَن يَخْسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلأَرْضَ } كما فعل بمن تقدمهم { أَوْ يَأْتِيَهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } أي بغتة { أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِى تَقَلُّبِهِمْ } متقلبين في مسايرهم ومتاجرهم { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ } متخوفين وهو أن يهلك قوماً قبلهم فيتخوفوا فيأخذهم العذاب وهم متخوفون متوقعون وهو خلاف قوله { من حيث لا يشعرون } [ الزمر : 25 ] { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } حيث يحلم عنكم ولا يعاجلكم مع استحقاقكم ، والمعنى أنه إذا لم يأخذكم مع ما فيكم فإنما رأفته تقيكم ورحمته تحميكم .