Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 78-80)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمْ } وبكسر الألف وفتح الميم : عليّ اتباعاً لكسرة النون وبكسرهما : حمزة ، والهاء مزيدة في أمهات للتوكيد كما زيدت في « أراق » فقيل « أهراق » وشذت زيادتها في الواحدة { لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا } حال أي غير عالمين شيئاً من حق المنعم الذي خلقكم في البطون { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَـٰرَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي وما ركب فيكم هذه الأشياء إلا آلات لإزالة الجهل الذي ولدتم عليه ، واجتلاب العلم والعمل به من شكر المنعم وعبادته والقيام بحقوقه . والأفئدة في فؤاد كالأغربة في غراب وهو من جموع القلة التي جرت مجرى جموع الكثرة لعدم السماع في غيرها { أَلَمْ يَرَوْاْ } وبالتاء : شامي وحمزة { إِلَىٰ ٱلطَّيْرِ مُسَخَّرٰتٍ } مذللات للطيران بما خلق لها من الأجنحة والأسباب المواتية لذلك { فِى جَوِّ ٱلسَّمَآءِ } هو الهواء المتباعد من الأرض في سمت العلو { مَا يُمْسِكُهُنَّ } في قبضهن وبسطهن ووقوفهن { إِلاَّ ٱللَّهُ } بقدرته ، وفيه نفي لما يصوره الوهم من خاصية القوى الطبيعية { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بأن الخلق لا غنى به عن الخالق { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا } هو فعل بمعنى مفعول أي ما يسكن إليه وينقطع إليه من بيت أو إلف { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَـٰمِ بُيُوتًا } هي قباب الأدم { تَسْتَخِفُّونَهَا } ترونها خفيفة المحمل في الضرب والنقض والنقل { يَوْمَ ظَعْنِكُمْ } بسكون العين : كوفي وشامي ، وبفتح العين : غيرهم . والظعن بفتح العين وسكونها الارتحال { وَيَوْمَ إِقَـٰمَتِكُمْ } قراركم في منازلكم ، والمعنى أنها خفيفة عليكم في أوقات السفر والحضر على أن اليوم بمعنى الوقت { وَمِنْ أَصْوَافِهَا } أي أصواف الضأن { وَأَوْبَارِهَا } وأوبار الإبل { وَأَشْعَارِهَآ } وأشعار المعز { أَثَاثاً } متاع البيت { وَمَتَـٰعاً } وشيئاً ينتفع به { إِلَىٰ حِينٍ } مدة من الزمان