Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 34-39)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بالخصلة والطريقة التي هي أحسن وهي حفظه وتثميره { حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } أي ثماني عشرة سنة { وَأَوْفُوا بِالْعَهْد } بأوامر الله تعالى ونواهيه { إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً } مطلوباً يطلب من المعاهد أن لا يضيعه ويفي به ، أو أن صاحب العهد كان مسؤولاً { وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ } بكسر القاف : حمزة وعلي وحفص وهو كل ميزان صغير أو كبير من موازين الدراهم وغيرها . وقيل هو القرسطون أي القبان { الْمُسْتَقِيمِ } المعتدل { ذَلِكَ خَيْرٌ } في الدنيا { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } عاقبة وهو تفعيل من آل إذا رجع وهو ما يؤول إليه . { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } ولا تتبع ما لم تعلم أي لا تقل رأيت وما رأيت وسمعت وما سمعت . وعن ابن الحنفية : لا تشهد بالزور . وعن ابن عباس . لا ترم أحداً بما لا تعلم . ولا يصح التثبت به لمبطل الاجتهاد لأن ذلك نوع من العلم فإن علمتموهن مؤمنات ، وأقام الشارع غالب الظن مقام العلم وأمر بالعمل به كما في الشهادات ولنا في العمل بخبر الواحد لما ذكرنا { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـٰـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً } { أولئك } إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد لأن { أولئك } كما يكون إشارة إلى العقلاء يكون إشارة إلى غيرهم كقول جرير @ ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام @@ و { عنه } في موضع الرفع بالفاعلية أي كل واحد منها كان مسئولاً عنه ، فمسؤول مسند إلى الجار والمجرور كالمغضوب في { غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } [ الفاتحة : 7 ] يقال للإنسان . لم سمعت ما لم يحل لك سماعه ، ولم نظرت إلى ما لم يحل لك النظر إليه ، ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه ؟ كذا في الكشاف ، وفيه نظر لبعضهم لأن الجار والمجرور إنما يقومان مقام الفاعل إذا تأخرا عن الفعل ، فأما إذا تقدما فلا { وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأَرْضِ مَرَحًا } هو حال أي ذا مرح { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } لن تجعل فيها خرقاً بدوسك لها وشدة وطئتك { وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } بتطاولك وهو تهكم بالمختال أو لن تحاذيها قوة وهو حال من الفاعل أو المفعول { كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيّئُهُ } كوفي وشامي على إضافة سيء إلى ضمير « كل » . { سيئة } غيرهم { عِنْدَ رَبّكَ مَكْرُوهًا } ذكر { مكروهاً } لأن السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والإثم زال عنه حكم الصفات فلا اعتبار بتأنيثه ألا تراك تقول : « الزنا سيئة » ، كما تقول : « السرقة سيئة » ، فإن قلت : الخصال المذكورة بعضها سييء وبعضها حسن ولذلك قرأ من قرأ { سيئة } بالإضافة أي ما كان من المذكور سيئاً كان عند الله مكروهاً فما وجه قراءة من قرأ { سيئة } قلت : كل ذلك إحاطة بما نهى عنه خاصة لا بجميع الخصال المعدودة . { ذٰلِكَ } إشارة إلى ما تقدم من قوله : { لاَّ تَجْعَل مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءاخَرَ } إلى هذه الغاية { مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ } مما يحكم العقل بصحته وتصلح النفس بأسوته { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءاخَرَ فَتُلْقَىٰ فِى جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا } مطروداً من الرحمة . عن ابن عباس رضي الله عنهما : هذه الثماني عشرة آية كانت في ألواح موسى عليه السلام أولها : { لا تجعل مع الله إلٰهاً آخر } وآخرها { مدحوراً } ولقد جعلت فاتحتها وخاتمتها النهي عن الشرك لأن التوحيد رأس كل حكمة وملاكها ، ومن عدمه لم تنفعه حكمة وإن بذ فيها الحكماء وحك بيافوخه السماء ، وما أغنت عن الفلاسفة أسفار الحكم وهم عن دين الله أضل من النعم . ثم خاطب الذين قالوا الملائكة بنات الله بقوله :