Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 87-91)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا } أي إلا إن يرحمك ربك فيرده عليك كأن رحمته تتوكل عليه بالرد ، أو يكون على الاستثناء المنقطع أي ولكن رحمة من ربك تركته غير مذهوب به ، وهذا امتنان من الله تعالى ببقاء القرآن محفوظاً بعد المنة العظيمة في تنزيله وتحفيظه ونزل جواباً لقول النضر : { لو نشاء لقلنا مثل هذا } [ الأنفال : 21 ] { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } معيناً و { لا يأتون } جواب قسم محذوف ، ولولا اللام الموطئة لجاز أن يكون جواباً للشرط كقوله : @ يقول لا غائب مالي ولا حرم @@ لأن الشرط وقع ماضياً أي لو تظاهروا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في بلاغته وحسن نظمه وتأليفه لعجزوا عن الإتيان بمثله { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } رددنا وكررنا { لِلنَّاسِ فِي هَـٰـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } من كل معنى هو كالمثل في غرابته وحسنه { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } جحوداً . وإنما جاز { فأبى أكثر الناس إلا كفوراً } ولم يجز « ضربت إلا زيداً » لأن أبى متأول بالنفي كأنه قيل : فلم يرضوا إلا كفوراً . ولما تبين إعجاز القرآن وانضمت إليه المعجزات الأخر ولزمتهم بالحجة وغلبوا اقترحوا الآيات فعل المبهوت المحجوج المتحير . { وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتّىٰ تفْجُرَ لَنَا } وبالتخفيف : كوفي { مِنَ الأرْضِ } أي مكة { يَنبُوعاً } عيناً غزيرة من شأنها أن تنبع بالماء لا تقطع ، يفعول من نبع الماء { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ } والتشديد هنا مجمع عليه { الأنْهَارَ خَلالَهَا } وسطها { تَفْجيراً } .