Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 95-97)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُل لَّوْ كَانَ فِي الأرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ } على أقدامهم كما يمشي الإنس ، ولا يطيرون بأجنحتهم إلى السماء فيسمعوا من أهلها ويعلموا ما يجب علمه { مُطْمَئِنِّينَ } حال أي ساكنين في الأرض قارين { لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً } يعلمهم الخير ويهديهم المراشد ، فأما الإنس فإنما يرسل الملك إلى مختار منهم للنبوة فيقوم ذلك المختار بدعوتهم وإرشادهم و { بشراً } و { ملكاً } حالان من { رسولاً } { قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } على أني بلغت ما أرسلت به إليكم وأنكم كذبتك وعاندتم . { شهيداً } تمييز أو حال { إِنَّهُ كَان بِعِبَادِهِ } المنذرين والمنذرين { خَبِيراً } عالماً بأحوالهم { بَصِيراً } بأفعالهم فهو مجازيهم وهذه تسلية لرسول الله عليه السلام ووعيد للكفرة { وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ } وبالياء : يعقوب وسهل ، وافقهما أبو عمرو ، ومدني في الوصل أي من وفقه الله لقبول ما كان من الهدى فهو المهتدي عند الله { وَمَنْ يُضْلِلْ } أي ومن يخذله ولم يعصمه حتى قبل وساوس الشيطان { فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ } أي أنصاراً { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } أي يسحبون عليها كقوله { يوم يسحبون في النار على وجوههم } [ القمر : 48 ] وقيل لرسول الله عليه الصلاة والسلام كيف يمشون على وجوههم ؟ قال : " إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم " { عُمْياً وَبُكْماً وَصُمَّاً } كما كانوا في الدنيا لا يستبصرون ولا ينطقون بالحق ويتصامون عن استماعه ، فهم في الآخرة كذلك لا يبصرون ما يقر أعينهم ولا يسمعون ما يلذ مسامعهم ولا ينطقون بما يقبل منهم { مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ } طفئ لهبها { زِدْنَـاهُمْ سَعِيراً } توقدا .