Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 19-19)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَـٰهُمْ } وكان أنمناهم تلك النومة كذلك أيقظناهم إظهاراً للقدرة على الإنامة والبعث جميعاً { لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ } ليسأل بعضهم بعضاً ويتعرفوا حالهم وما صنع الله بهم فيعتبروا ويستدلوا على عظم قدرة الله ويزدادوا يقيناً ويشكروا ما أنعم الله به عليهم { قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ } رئيسهم { كَمْ لَبِثْتُمْ } كم مدة لبثكم ؟ { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } جواب مبني على غالب الظن ، وفيه دليل على جواز الاجتهاد والقول بالظن الغالب { قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ } بمدة لبثكم إنكار عليهم من بعضهم كأنهم قد علموا بالأدلة أو بإلهام أن المدة متطاولة وأن مقدارها لا يعلمه إلا الله . ورُوي أنهم دخلوا الكهف غدوة وكان انتباههم بعد الزوال فظنوا أنهم في يومهم ، فلما نظروا إلى طول أظفارهم وأشعارهم قالوا ذلك : وقد استدل ابن عباس رضي الله عنهما على أن الصحيح عددهم سبعة لأنه قد قال في الآية : { قال قائل منهم كم لبثتم } وهذا واحد ، وقالوا في جوابه { لبثنا يوماً أو بعض يوم } وهو جمع وأقله ثلاثة ، ثم قال { ربكم أعلم بما لبثتم } وهذا قول جمع آخرين فصاروا سبعة { فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ } كأنهم قالوا ربكم أعلم بذلك لا طريق لكم إلى علمه فخذوا في شيء آخر مما يهمكم فابعثوا أحدكم أي يمليخا { بِوَرِقِكُمْ } هي الفضة مضروبة كانت أو غير مضروبة ، وبسكون الراء : أبو عمرو وحمزة وأبو بكر { هَـٰذِهِ إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ } هي طرسوس وحملهم الورق عند فرارهم دليل على أن حمل النفقة وما يصلح للمسافر هو رأي المتوكلين على الله دون المتكلين على الاتفاقات وعلى ما في أوعية القوم من النفقات . وعن بعض العلماء أنه كان شديد الحنين إلى بيت الله ويقول : ما لهذا السفر إلا شيئان شد الهميان والتوكل على الرحمن { فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا } أي أهلها فخذف كما في { واسئل القرية } [ يوسف : 82 ] و « أي » مبتدأ وخبره { أَزْكَىٰ } أحل وأطيب أو أكثر وأرخص { طَعَامًا } تمييز { فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ } وليتكلف اللطف فيما يباشره من أمر المبايعة حتى لا يغبن أو في أمر التخفي حتى لا يعرف { وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا } ولا يفعلن ما يؤدي إلى الشعور بنا من غير قصد منه فسمى ذلك إشعاراً منه بهم لأنه سبب فيه .