Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 20-21)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والضمير في { أَنَّهُمْ } راجع إلى الأهل المقدر في { أيها } { إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ } يطلعوا عليكم { يَرْجُمُوكُمْ } يقتلوكم أخبث القتلة { أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِى مِلَّتِهِمْ } بالإكراه ، والعود بمعنى الصيرورة كثير في كلامهم { وَلَن تُفْلِحُواْ إِذًا أَبَدًا } { إذاً } يدل على الشرط أي ولن تفلحوا إن دخلتم في دينهم أبداً . { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ } وكما أنمناهم وبعثناهم لما في ذلك من الحكمة أطلعنا عليهم { لِيَعْلَمُواْ } أي الذين أطلعناهم على حالهم { أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } وهو البعث { حَقّ } كائن لأن حالهم في نومهم وانتباههم بعدها كحال من يموت ثم يبعث { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا } فإنهم يستدلون بأمرهم على صحة البعث { إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ } متعلق بـ { أعثرنا } أي أعثرناهم عليهم حين يتنازع أهل ذلك الزمان { بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } أمر دينهم ويختلفون في حقيقة البعث فكان بعضهم يقول : تبعث الأرواح دون الأجساد ، وبعضهم يقول : تبعث الأجساد مع الأرواح ليرتفع الخلاف وليتبين أن الأجساد تبعث حية حساسة فيها أرواحها كما كانت قبل الموت { فَقَالُواْ } حين توفى الله أصحاب الكهف { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَـٰنًا } أي على باب كهفهم لئلا يتطرق إليهم الناس ضناً بتربتهم ومحافظة عليها كما حفظت تربة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحظيرة { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } من كلام المتنازعين كأنهم تذاكروا أمرهم وتناقلوا الكلام في أنسابهم وأحوالهم ومدة لبثهم ، فلما لم يهتدوا إلى حقيقة ذلك قالوا { ربهم أعلم بهم } أو من كلام الله عز وجل رداً لقول الخائضين في حديثهم { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } من المسلمين وملكهم وكانوا أولى بهم وبالبناء عليهم { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ } على باب الكهف { مَّسْجِدًا } يصلي فيه المسلمون ويتبركون بمكانهم . رُوي أن أهل الإنجيل عظمت فيهم الخطايا وطغت ملوكهم حتى عبدوا الأصنام وأكرهوا على عبادتها وممن شدد في ذلك دقيانوس ، فأراد فتية من أشراف قومه على الشرك وتوعدهم بالقتل فأبوا إلا الثبات على الإيمان والتصلب فيه ، ثم هربوا إلى الكهف ومروا بكلب فتبعهم فطردوه . فأنطقه الله تعالى فقال : ما تريدون مني إني أحب أحباء الله فناموا وأنا أحرسكم . وقيل : مرواً براعٍ معه كلب فتبعهم على دينهم ودخلوا الكهف فضرب الله على آذانهم ، وقبل أن يبعثهم الله مَلِكَ مدينتهم رجل صالح مؤمن ، وقد اختلف أهل مملكته في البعث معترفين وجاحدين ، فدخل الملك بيته وأغلق بابه ولبس مسحاً وجلس على رماد وسأل ربه أن يبين لهم الحق ، فألقى الله في نفس رجل من رعيانهم فهدم ما سد به فم الكهف ليتخذه حظيرة لغنمه . ولما دخل المدينة من بعثوه لابتياع الطعام وأخرج الورق وكان من ضرب دقيانوس اتهموه بأنه وجد كنزاً فذهبوا به إلى الملك فقص عليه القصة ، فانطلق الملك وأهل المدينة معه وأبصروهم وحمدوا الله على الآية الدالة على البعث . ثم قالت الفتية للملك : نستودعك الله ونعيذك به من شر الجن والإنس ، ثم رجعوا إلى مضاجعهم وتوفى الله أنفسهم فألقى الملك عليهم ثيابه وأمر فجعل لكل واحد تابوت من ذهب فرآهم في المنام كارهين للذهب فجعلها من الساج وبنى على باب الكهف مسجدا .