Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 19-22)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ } جبريل عليه السلام { إِنَّمَا أَنَاْ رَسُولُ رَبّكِ } أمنها مما خافت وأخبر أنه ليس بآدمي بل هو رسول من استعاذت به { لأَِهَبَ لَكِ } بإذن الله تعالى ، أو لأكون سببا في هبة الغلام بالنفخ في الدرع { ليهب لك } أي الله : أبو عمرو ونافع . { غُلَـٰماً زَكِيّاً } ظاهراً من الذنوب أو نامياً على الخير والبركة . { قَالَتْ أنّى } كيف { يَكُونُ لِي غُلَـٰمٌ } ابن { وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ } زوج بالنكاح { وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } فاجرة تبغي الرجال أي تطلب الشهوة من أي رجل كان ولا يكون الولد عادة إلا من أحد هذين ، والبغي فعول عند المبرد « بغوي » فقلبت الواو ياء وأدغمت وكسرت العين إتباعاً ولذا لم تلحق تاء التأنيث كما لم تلحق في « امرأة صبور وشكور » وعند غيره هي « فعيل » ولم تلحقها الهاء لأنها بمعنى « مفعولة » وإن كانت بمعنى فاعلة فهو قد يشبه به مثل { إن رحمة الله قريب } [ الأعراف : 56 ] { قَالَ } جبريل { كَذٰلِكَ } أي الأمر كما قلت : لم يمسسك رجل نكاحاً أو سفاحاً { قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيّنٌ } أي إعطاء الولد بلا أب عليَّ سهل { وَلِنَجْعَلَهُ ءايَةً لّلْنَّاسِ } تعليل معلله محذوف أي ولنجعله آية للناس فعلنا ذلك ، أو هو معطوف على تعليل مضمر أي لنبين به قدرتنا ولنجعله آية للناس أي عبرة وبرهاناً على قدرتنا { وَرَحْمَةً مّنَّا } لمن أمن به { وَكَانَ } خلق عيسى { أَمْراً مَّقْضِيّاً } مقدراً مسطوراً في اللوح فلما أطمأنت إلى قوله دنا منها فنفخ في جيب درعها فوصلت النفخة إلى بطنها { فَحَمَلَتْهُ } أي الموهوب وكانت سنها ثلاث عشرة سنة أو عشراً أو عشرين { فَٱنْتَبَذَتْ بِهِ } اعتزلت وهو في بطنها ، والجار والمجرور في موضع الحال ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : كانت مدة الحمل ساعة واحدة كما حملته نبذته . وقيل : ستة أشهر . وقيل : سبعة . وقيل : ثمانية : ولم يعش مولود وضع لثمانية إلا عيسى . وقيل : حملته في ساعة ووضعته في ساعة { مَكَاناً قَصِيّاً } بعيداً من أهلها وراء الجبل وذلك لأنها لما أحست بالحمل هربت من قومها مخافة اللائمة .