Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 14-18)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَبَرّا بِوٰلِدَيْهِ } وباراً بهما لا يعصيهما { وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً } متكبراً { عَصِيّاً } عاصياً لربه { وَسَلَـٰمٌ عَلَيْهِ } أمان من الله له { يَوْمَ وُلِدَ } من أن يناله الشيطان { وَيَوْمَ يَمُوتُ } من فتاني القبر { وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً } من الفزع الأكبر . قال ابن عيينة : إنها أوحش المواطن . { وَٱذْكُرْ } يا محمد { فِى ٱلْكِتَـٰبِ } القرآن { مَرْيَمَ } أي اقرأ عليهم في القرآن قصة مريم ليقفوا عليها ويعلموا ما جرى عليها { إِذْ } بدل من مريم بدل اشتمال إذ الأحيان مشتملة على ما فيها وفيه أن المقصود بذكر مريم ذكر وقتها هذا لوقوع هذه القصة العجيبة فيه { ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا } أي اعتزلت { مَكَاناً } ظرف { شَرْقِياً } أي تخلت للعبادة في مكان مما يلي شرقي بيت المقدس أو من دارها معتزلة عن الناس . وقيل : قعدت في مشرقه للاغتسال من الحيض { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً } جعلت بينها وبين أهلها حجاباً يسترها لتغتسل وراءه { فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا } جبريل عليه السلام والإضافة للتشريف ، وإنا سمي روحاً لأن الدين يحيا به وبوحيه { فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً } أي فتمثل لها جبريل في صورة آدمى شاب أمرد وضيء الوجه جعد الشعر { سَوِيّاً } مستوى الخلق . وإنما مثل لها في صورة الإنسان لتستأنس بكلامه ولا تنفر عنه ولو بدا لها في صورة الملائكة لنفرت ولم تقدر على استماع كلامه { قَالَتْ إِنّى أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً } أي إن كان يرجى منك أن تتقي الله فإني عائذة به منك .