Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 48-52)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَعْتَزِلُكُمْ } أراد بالاعتزال المهاجرة من أرض بابل إلى الشام { وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي ما تعبدون من أصنامكم { وَٱدْعُواْ } وأعبد { رَبّى } ثم قال تواضعاً وهضماً للنفس ومعرضاً بشقاوتهم بدعاء آلهتهم { عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبّى شَقِيّا } أي كما شقيتم أنتم بعبادة الأصنام { فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } فلما اعتزل الكفار ومعبودهم { وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ } ولداً { وَيَعْقُوبَ } نافلة ليستأنس بهما { وَكُلاًّ } كل واحد منهما { جَعَلْنَا نَبِيّاً } أي لما ترك الكفار الفجار لوجهه عوضه أولاداً مؤمنين أنبياء { وَوَهَبْنَا لَهْمْ مّن رَّحْمَتِنَا } هي المال والولد { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ } ثناء حسناً وهو الصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم في الصلوات ، وعبر باللسان عما يوجد باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية { عَلِيّاً } رفيعاً مشهوراً . { وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } كوفي : غير المفضل ، أي أخلصه الله واصطفاه ، و { مخلِصا } بالكسر غيرهم أي أخلص هو العبادة لله تعالى فهو مخلص بماله من السعادة بأصل الفطرة ، ومخلص فيما عليه من العبادة بصدق الهمة { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } الرسول الذي معه كتاب من الأنبياء والنبي الذي ينبىء عن الله عز وجل وإن لم يكن معه كتاب كيوشع { وَنَـٰدَيْنَـٰهُ } دعوناه وكلمناه ليلة الجمعة { مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ } هو جبل بين مصر ومدين { ٱلأيْمَـنَ } من اليمين أي من ناحية اليمين ، والجمهور على أن المراد أيمن موسى عليه السلام لأن الجبل لا يمين له ، والمعنى أنه حين أقبل من مدين يريد مصر نودي من الشجرة وكانت في جانب الجبل على يمين موسى عليه السلام { وَقَرَّبْنَاهُ } تقريب منزلة ومكانة لا منزل ومكان { نَجِيّاً } حال أي مناجياً كنديم بمعنى منادم .