Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 53-57)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا } من أجل رحمتنا له وترؤفنا عليه { أَخَاهُ } مفعول { هَـٰرُونَ } بدل منه { نَبِيّاً } حال أي وهبنا له نبوة أخيه وإلا فهارون كان أكبر سناً منه . { وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ إِسْمَـٰعِيلَ } هو ابن إبراهيم في الأصح { إِنَّهُ كَانَ صَـٰدِقَ ٱلْوَعْدِ } وافيه . وعد رجلاً أن يقيم مكانه حتى يعود إليه فانتظره سنة في مكانه حتى عاد ، وناهيك أنه وعد من نفسه الصبر على الذبح فوفى . وقيل لم يعد ربه موعداً إلا أنجزه ، وإنما خصه بصدق الوعد وإن كان موجوداً في غيره من الأنبياء تشريفاً له ولأنه المشهور من خصاله { وَكَانَ رَسُولاً } إلى جرهم { نَبِيّاً } مخبراً منذراً { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ } أمته لأن النبي أبو أمته وأهل بيته وفيه دليل على أنه لم يداهن غيره { بالصلاة والزكاة } يحتمل أنه إنما خصت هاتان العبادتان لأنهما أما العبادات البدنية والمالية { وَكَانَ عِندَ رَبّهِ مَرْضِيّاً } قرئ { مرضوا } على الأصل { وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ إِدْرِيسَ } هو أخنوخ أول مرسل بعد آدم عليه السلام ، وأول من خط بالقلم وخاط اللباس ونظر في علم النجوم والحساب واتخذ الموازين والمكاييل والأسلحة فقاتل بني قابيل . وقولهم سمي به لكثرة دراسته كتب الله لا يصح لأنه لو كان « أفعيلاً » من الدرس لم يكن فيه إلا سبب واحد وهو العلمية وكان منصرفاً فامتناعه من الصرف دليل العجمة { إِنَّهُ كَانَ صِدّيقاً نَّبِيّاً } أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } هو شرف النبوة والزلفى عند الله . وقيل : معناه رفعته الملائكة إلى السماء الرابعة ، وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج فيها . وعن الحسن : إلى الجنة لا شيء أعلى من الجنة وذلك أنه حبب لكثرة عبادته إلى الملائكة فقال : لملك الموت أذقني الموت يهن عليّ ففعل ذلك بإذن الله فحيى وقال : أدخلني النار أزدد رهبة ففعل ، ثم قال : أدخلني الجنة أزدد رغبة ، ثم قال : اخرج فقال : قد ذقت الموت ووردت النار فما أنا بخارج من الجنة فقال الله عز وجل : بإذني فعل وبإذني دخل فدعه .