Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 88-92)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً } أي النصارى واليهود ومن زعم أن الملائكة بنات الله { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً } خاطبهم بهذا الكلام بعد الغيبة وهو التفات ، أو أمر نبيه عليه السلام بأن يقول لهم ذلك ؛ والإد العجب أو العظيم المنكر والإدة الشدة وأدّني الأمر أثقلني وعظم عليّ أدًّا { تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوٰتُ } تقرب وبالياء نافع وعليّ { يَتَفَطَّرْنَ } وبالنون بصري وشامي وحمزة وخلف وأبو بكر . الانفطار من فطره إذا شقه والتفطر من فطره إذا شققه { مِنْهُ } من عظم هذا القول { وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ } تنخسف وتنفصل أجزاؤها { وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ } تسقط { هَدّاً } كسراً أو قطعاً أو هدماً ، والهدة صوت الصاعقة من السماء وهو مصدر أي تهد هدّا من سماع قولهم أو مفعول له أو حال أي مهدودة { أَن دَعَوْا } لأن سموا ومحله جر بدل من الهاء في { منه } أو نصب مفعول له ، علل الخرور بالهد والهد بدعاء الولد للرحمن ، أو رفع فاعل { هداًّ } أي هدها دعاؤهم { لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً وَمَا يَنبَغِى لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } « انبغى » مطاوع بغى إذ طلب أي ما يتأتي له اتخاذ الولد وما يتطلب لو طلب مثلاً لأنه محال غير داخل تحت الصحة ، وهذا لأن اتخاذ الولد لحاجة ومجانسة وهو منزه عنهما . وفي اختصاص الرحمن وتكريره مرات بيان أنه الرحمن وحده لا يستحق هذا الاسم غيره ، لأن أصول النعم وفروعها منه فلينكشف عن بصرك غطاؤه ، فأنت وجميع ما عندك غطاؤه فمن أضاف إليه ولداً فقد جعله كبعض خلقه وأخرجه بذلك عن استحقاق اسم الرحمن .