Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 93-96)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِن كُلُّ مَن } نكرة موصوفة صفتها { فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } وخبر { كل } { إِلاَّ ءَاتِي ٱلرَّحْمَـٰنِ } ووحد { آتى } و { آتيه } حملاً على لفظ { كل } وهو اسم فاعل من أتى وهو مستقبل أي يأتيه { عَبْداً } حال أي خاضعاً ذليلاً منقاداً ، والمعنى ما كل من في السموات والأرض من الملائكة والناس إلا هو يأتي الله يوم القيامة مقراً بالعبودية ، والعبودية والبنوة تتنافيان حتى لو ملك الأب ابنه يعتق عليه ونسبة الجميع إليه نسبة العبد إلى المولى فكيف يكون البعض ولداً والبعض عبداً ! وقرأ ابن مسعود { آت الرحمن } على أصله قبل الإضافة { لَّقَدْ أَحْصَـٰهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً } أي حصرهم بعلمه وأحاط بهم { وَكُلُّهُمْ ءاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فَرْداً } أي كل واحد منهم يأتيه يوم القيامة منفرداً بلا مال ولا ولد أو بلا معين ولا ناصر . { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وُدّاً } مودة في قلوب العباد قال الربيع يحبهم ويحببهم إلى الناس وفي الحديث يعطى المؤمن مِقَةً في قلوب الأبرار ومهابة في قلوب الفجار . وعن قتادة وهرم : ما أقبل العبد إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه . وعن كعب : ما يستقر لعبد ثناء في الأرض حتى يستقر له في السماء .