Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 121-124)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلَّذِينَ } مبتدأ { ءَاتَيْنَٰهُمْٱلْكِتَـٰبَ } صلته وهم مؤمنو أهل الكتاب وهو التوراة والإنجيل ، أو أصحاب النبي عليه السلام والكتاب القرآن . { يَتْلُونَهُ } حال مقدرة من « هم » لأنهم لم يكونوا تالين له وقت إيتائه ، ونصب على المصدر . { حَقَّ تِلاَوَتِهِ } أي يقرأونه حق قراءته في الترتيل وأداء الحروف والتدبر والتفكر ، أو يعملون به ويؤمنون بما فيه مضمونه ولا يغيرون ما فيه من نعت النبي صلى الله عليه وسلم . { أُوْلَـٰئِكَ } مبتدأ خبره { يُؤْمِنُونَ بِهِ } والجملة خبر « الذين » ويجوز أن يكون « يتلونه » خبراً ، والجملة خبر آخر . { وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ } حيث اشتروا الضلالة بالهدى { يَـٰبَنِى إِسْرٰءيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } أي أنعمتها عليكم { وَأَنّى فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ } وتفضيلي إياكم على عالمي زمانكم { وَٱتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَـٰعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } « هم » رفع بالابتداء والخبر « ينصرون » . والجمل الأربع وصف لـ « يوماً » أي واتقوا يوماً لا تجزى فيه ولا يقبل فيه ولا تنفعها فيه ولا هم ينصرون فيه . وتكرير هاتين الآيتين لتكرار المعاصي منهم ، وختم قصة بني إسرائيل بما بدأ به . { وَإِذْ } أي واذكر إذ { ٱبْتَلَىٰ إِبْرٰهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَـٰتٍ } اختبره بأوامر ونواه . والاختبار منا لظهور ما لم نعلم ، ومن الله لإظهار ما قد علم ، وعاقبة الابتلاء ظهور الأمر الخفي في الشاهد والغائب جميعاً فلذا تجوز إضافته إلى الله تعالى . وقيل : اختبار الله عبده مجاز عن تمكينه من اختيار أحد الأمرين ما يريد الله تعالى وما يشتهيه العبد كأنه يمتحنه ما يكون منه حتى يجازيه على حسب ذلك . وقرأ أبو حنيفة رضي الله عنه : « إبراهيمُ ربه » ، يرفع إبراهيم وهي قراءة ابن عباس رضي الله عنهما ، أي دعاه بكلمات من الدعاء فعل المختبر هل يجيبه إليهن أم لا . { فَأَتَمَّهُنَّ } أي قام بهن حق القيام وأدّاهن أحسن التأدية من غير تفريط وتوانٍ ونحوه { وَإِبْرٰهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰ } [ النجم : 37 ] ومعناه في قراءة أبي حنيفة رحمه الله فأعطاه ما طلبه لم ينقص منه شيئاً . والكلمات على هذا ما سأل إبراهيم ربه في قوله : { رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا } [ البقرة : 126 ] . { وَٱجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ } [ البقرة : 128 ] . { وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ } [ البقرة : 129 ] . { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا } [ البقرة : 127 ] . والكلمات على القراءة المشهورة خمس في الرأس : الفرق وقص الشارب والسواك والمضمضة والاستنشاق . وخمس في الجسد : الختان وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة والاستنجاء . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هي ثلاثون سهماً من الشرائع : عشر في براءة { ٱلتَّـٰئِبُونَ } [ الآية : 12 ] ، الآية وعشر في الأحزاب { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَـٰتِ } [ الأحزاب : 35 ] الآية ، وعشر في « المؤمنين » و « المعارج » إلى قوله { يُحَافِظُونَ } وقيل : هي مناسك الحج { قَالَ إِنّى جَـٰعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } هو اسم من يؤتم به أي يأتمون بك في دينهم . { قَالَ وَمِن ذُرّيَّتِى } أي واجعل من ذريتي إماماً يقتدى به . ذرية الرجل أولاده ذكورهم وإناثهم فيه سواء . فعيلة من الذرء أي الخلق فأبدلت الهمزة ياء . { قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّـٰلِمِينَ } بسكون الياء : حمزة وحفص أي لا تصيب الإمامة أهل الظلم من ولدك أي أهل الكفر . أخبر أن إمامة المسلمين لا تثبت لأهل الكفر وأن من أولاده المسلمين والكافرين قال الله تعالى : { وَبَـٰرَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَـٰقَ وَمِن ذُرّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَـٰلِمٌ لّنَفْسِهِ مُبِينٌ } [ الصافات : 113 ] . والمحسن المؤمن والظالم الكافر . قالت المعتزلة : هذا دليل على أن الفاسق ليس بأهل للإمامة قالوا : وكيف يجوز نصب الظالم للإمامة والإمام إنما هو لكف الظلمة فإذا نصب من كان ظالماً في نفسه فقد جـاء المثل السائر « من استرعى الذئب ظلم » . ولكنا نقول : المراد بالظالم الكافر هنا إذ هو الظالم المطلق . وقيل : إنه سأل أن يكون ولده نبياً كما كان هو فأخبر أن الظالم لا يكون نبيا .