Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 152-158)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

« فاذكروني » بالمعذرة { أَذْكُرْكُمْ } بالمغفرة أو بالثناء والعطاء ، أو بالسؤال والنوال ، أو بالتوبة وعفو الحوبة ، أو بالإخلاص والخلاص ، أو بالمناجاة والنجاة . { وَٱشْكُرُواْ لِي } ما أنعمت به عليكم { وَلاَ تَكْفُرُونِ } ولا تجحدوا نعمائي . { يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ } فبه تنال كل فضيلة { وٱلصَّلَوٰةِ } فإنها تنهى عن كل رذيلة { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ } بالنصر والمعونة { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبيلِ ٱللَّهِ } نزلت في شهداء بدر وكانوا أربعة عشر رجلاً . { أَمْوَاتٌ } أي هم أمواتٍ { بَلْ أَحْيَاء } أي هم أحياء { وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } لا تعلمون ذلك لأن حياة الشهيد لا تعلم حساً . عن الحسن رضي الله عنه أن الشهداء أحياء عند الله تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل إليهم الروح والفرح كما تعرض النار على أرواح آل فرعون غدواً وعشياً فيصل إليهم الوجع . وعن مجاهد : يرزقون ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها . { وَلَنَبْلُوَنَّكُم } ولنصيبنكم بذلك إصابة تشبه فعل المختبر لأحوالكم هل تصبرون على ما أنتم عليه من الطاعة أم لا . { بِشَىْءٍ } بقليل من كل واحدة من هذه البلايا وطرف منه . وقلل ليؤذن أن كل بلاء أصاب الإنسان وإن جل ففوقه ما يقل إليهم ، ويريهم أن رحمته معهم في كل حال ، وأعلمهم بوقوع البلوى قبل وقوعها ليوطنوا نفوسهم عليها . { مِّنَ ٱلْخَوفِ } خوف الله والعدو { وَٱلْجُوعِ } أي القحط أو صوم شهر رمضان { وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ } بموت المواشي أو الزكاة ، وهو عطف على شيء ، أو على الخوف أي وشيء من نقص الأموال . { وَٱلأَنفُسِ } بالقتل والموت . أو بالمرض والشيب { وَٱلثَّمَرٰتِ } ثمرات الحرث أو موت الأولاد لأن الولد ثمرة الفؤاد { وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ } على هذه البلايا أو المسترجـعين عند البلايا لأن الاسترجاع تسليم وإذعان وفي الحديث من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفاً صالحاً يرضاه . وطفىء سراج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون " فقيل : أمصيبة هي ؟ قال . " نعم كل شيء يؤذي المؤمن فهو مصيبة " . والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يتأتى منه البشارة . { ٱلَّذِينَ } نصب صفة للصابرين . ولا وقف عليه بل يوقف على « راجعون » . ومن ابتدأ بـ « الذين » وجعل الخبر « أولئك » يقف على « الصابرين » لا على « راجـعون » . والأول الوجه لأن الذين وما بعده بيان للصابرين . { إِذَا أَصَـٰبَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ } مكروه . اسم فاعل من أصابته شدة أي لحقته . ولا وقف على « مصيبة » لأن { قَالُواْ } جواب « إذا » و « إذا » وجوابها صلة « الذين » . { إِنَّا لِلَّهِ } إقرار له بالملك . { وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ } إقرار على نفوسنا بالهلك . { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } الصلاة : الحنو والتعطف فوضعت موضع الرأفة ، وجمع بينها وبين الرحمة كقوله { رَأْفَةً وَرَحْمَةً } [ الحديد : 27 ] { رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [ التوبة : 117 ] . والمعنى عليهم رأفة بعد رأفة ورحمة بعد رحمة . { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } لطريق الصواب حيث استرجعوا وأذعنوا لأمر الله . قال عمر رضي الله عنه : نعم العدلان ونعم العلاوة أي الصلاة والرحمة والاهتداء .