Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 75-81)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَتَطْمَعُونَ } الخطاب لرسول الله والمؤمنين . { أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ } أن يؤمنوا لأجل دعوتكم ويستجيبوا لكم كقوله تعالى : { فَـئَامَنَ لَهُ لُوطٌ } [ العنكبوت : 26 ] ، يعني اليهود . { وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مّنْهُمْ } طائفة فيمن سلف منهم . { يَسْمَعُونَ كَلَـٰمَ ٱللَّهِ } أي التوراة . { ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ } كما حرفوا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآية الرجم . { مِن بَعْدِِ مَا عَقَلُوهُ } من بعد ما فهموه وضبطوه بعقولهم . { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنهم كاذبون مفترون . والمعنى إن كفر هؤلاء وحرفوا فلهم سابقة في ذلك . { وَإِذَا لَقُواْ } أي المنافقون أو اليهود . { ٱلَّذِينَ آمنواْ } أي المخلصون من أصحاب محمد عليه السلام . { قَالُواْ } أي المنافقون { آمنَا } بأنكم على الحق وأن محمداً هو الرسول المبشر به . { وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ } الذين لم ينافقوا { إِلَىٰ بَعْضِ } إلى الذين نافقوا { قَالُواْ } عاتبين عليهم { أَتُحَدِّثُونَهُم } أتخبرون أصحاب محمد عليه السلام { بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } بما بين الله لكم في التوراة من صفة محمد عليه السلام { لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ } ليحتجوا عليكم بما أنزل ربكم في كتابه ، جعلوا محاجتهم به وقولهم هو في كتابكم هكذا محاجة عند الله ، ألا تراك تقول هو في كتاب الله تعالى هكذا وهو عند الله هكذا بمعنى واحد ؟ وقيل : هذا على إضمار المضاف أي عند كتاب ربكم . وقيل : ليجادلوكم ويخاصموكم به بما قلتم لهم عند ربكم في الآخرة يقولون كفرتم به بعد أن وقفتم على صدقه . { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أن هذه حجة عليكم حيث تعترفون به ثم لا تتابعونه { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ } جميع { مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } ومن ذلك إسرارهم الكفر وإعلانهم الإيمان . { وَمِنْهُمُ } ومن اليهود { أُمِّيُّونَ } لا يحسنون الكتب فيطالعوا التوراة ويتحققوا ما فيها { لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ } التوراة { إِلاَّ أَمَانِىَّ } إلا ما هم عليه من أمانيهم وأن الله يعفو عنهم ويرحمهم ولا تمسهم النار إلا أياماً معدودة ، أو إلا أكاذيب مختلقة سمعوها من علمائهم فتقبلوها على التقليد ومنه قول عثمان رضي الله عنه : ما تمنيت منذ أسلمت ، أو إلا ما يقرؤون من قوله : @ تمنى كتاب الله أول ليلة وآخرها لا في حمام المقادر @@ أي لا يعلمون هؤلاء حقيقة المنزل وإنما يقرؤون أشياء أخذوها من أحبارهم . والاستثناء منقطع . { وَإِنْ هُمْ } وما هم { إِلاَّ يَظُنُّونَ } لا يدرون ما فيه فيجحدون نبوتك بالظن . ذكر العلماء الذين عاندوا بالتحريف مع العلم ثم العوام الذين قلدوهم { فَوَيْلٌ } في الحديث " ويل واد في جهنم " { لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَـٰبَ } المحرف { بِأَيْدِيهِمْ } من تلقاء أنفسهم من غير أن يكون منزلاً . وذكر الأيدي للتأكيد وهو من مجاز التأكيد { ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً } عوضاً يسيراً . { فَوَيْلٌ لَّهُمْ مّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } من الرشا . { وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً } أربعين يوماً عدد أيام عبادة العجل . وعن مجاهد رضي الله عنه : كانوا يقولون مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوماً . { قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْدًا } أي عهد إليكم أنه لا يعذبكم إلا هذا المقدار { فَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ } متعلق بمحذوف تقديره إن اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده { أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } « أم » إما أن تكون معادلة أي أتقولون على الله ما تعلمون أم تقولون عليه ما لا تعلمون ، أو منقطعة أي بل أتقولون على الله ما لا تعلمون . { بَلَىٰ } إثبات لما بعد النفي وهو لن تمسنا النار أي بلى تمسكم أبداً بدليل قوله « هم فيها خالدون » { مَن كَسَبَ سَيّئَةً } شركاً عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما رضي الله عنهم { وَأَحَـٰطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ } وسدت عليه مسالك النجاة بأن مات على شركه ، فأما إذا مات مؤمناً فأعظم الطاعات وهو الإيمان معه فلا يكون الذنب محيطاً به فلا يتناوله النص ، وبهذا التأويل يبطل تشبث المعتزلة والخوارج . وقيل : استولت عليه كما يحيط العدو ولم ينفضّ عنها بالتوبة ، « خطياته » مدني . { فَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } .