Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 82-85)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَ بَنِى إِسْرٰءيلَ } الميثاق العهد المؤكد غاية التأكيد { لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ } إخبار في معنى النهي كما تقول تذهب إلى فلان تقول له كذا تريد الأمر . وهو أبلغ من صريح الأمر والنهي لأنه كأنه سورع إلى الامتثال والانتهاء وهو يخبر عنه ، وتنصره قراءة أبيّ « لا تعبدوا » ، وقوله « وقولوا » والقول مضمر . « لا يعبدون » : مكي وحمزة وعلي لأن بني إسرائيل اسم ظاهر والأسماء الظاهرة كلها غيب . ومعناه أن لا يعبدوا فلما حذفت « أن » رفع . { وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً } أي وأحسنوا ليلتئم عطف الأمر وهو قوله « وقولوا » عليه . { وَذِي ٱلْقُرْبَىٰ } القرابة { وَٱلْيَتَـٰمَىٰ } جمع يتيم وهو الذي فقد أباه قبل الحلم إلى الحلم لقوله عليه السلام " لا يتم بعد البلوغ " { وَٱلْمَسَـٰكِينِ } جمع مسكين وهو الذي أسكنته الحاجة . { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا } قولاً هو حسن في نفسه لإفراط حسنه . « حسناً » : حمزة وعلي . { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ } عن الميثاق ورفضتموه { إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ } قيل : هم الذين أسلموا منهم { وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ } وأنتم قوم عادتكم الإعراض والتولية ، عن المواثيق . { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مّن دِيَـٰرِكُمْ } أي لا يفعل ذلك بعضكم ببعض . جعل غير الرجل نفسه إذ اتصل به أصلاً أو ديناً . وقيل : إذا قتل غيره فكأنما قتل نفسه لأنه يقتص منه { ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ } بالميثاق واعترفتم على أنفسكم بلزومه { وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } عليها كما تقول : فلان مقر على نفسه بكذا شاهد عليها . أو وأنتم تشهدون اليوم يا معشر اليهود على إقرار أسلافكم بهذا الميثاق { ثُمَّ أَنتُمْ هَـٰؤُلاء } استبعاد لما أسند إليهم من القتل والإجلاء والعدوان بعد أخذ الميثاق منهم وإقرارهم وشهادتهم . « أنتم » مبتدأ و « هؤلاء » بمعنى « الذين » { تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ } صلة « » « هؤلاء » . و « هؤلاء » مع صلته خبراً « أنتم » { وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مّنكُم مّن دِيَـٰرِهِمْ } غير مراقبين ميثاق الله { تَظَـٰهَرُونَ علَيْهِم } بالتخفيف كوفي أي تتعاونون . وبالتشديد غيرهم . فمن خفف فقد حذف إحدى التائين . ثم قيل : هي الثانية لأن الثقل بها . وقيل : الأولى . ومن شدد قلب التاء الثانية ظاء وأدغم . { بِٱلإِثْمِ وَالْعُدْوٰنِ } بالمعصية والظلم . { وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَـٰرَىٰ تُفَـٰدُوهُمْ } « تفدوهم » : أبو عمرو . « أسرى تفدوهم » مكي وشامي . « أسرى تفدوهم » : حمزة « أسارى تفادوهم » : علي . فدى وفادى بمعنى . و « أسارى » حال وهو جمع أسير وكذلك أسرى . والضمير في { وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ } للشأن أو هو ضمير مبهم تفسيره { إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَـٰبِ } بفداء الأسرى . { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } بالقتال والإجلاء . قال السدي : أخذ الله عليكم أربعة عهود ترك القتل وترك الإخراج وترك المظاهرة وفداء الأسير فأعرضوا عن كل ما أمروا به إلا الفداء . { فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذٰلِكَ } هو إشارة إلى الإيمان ببعض والكفر ببعض { مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ } فضيحة وهوان { فِي ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ ٱلّعَذَابِ } وهو الذي لا روح فيه ولا فرح أو إلى أشد من عذاب الدنيا { وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } بالياء مكي ونافع وأبو بكر .