Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 18-21)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلْ نَقْذِفُ } « بل » إضراب عن اتخاذ اللهو وتنزيه منه لذاته كأنه قال سبحاننا أن نتخذ اللهو بل من سنتنا أن نقذف أي نرمي ونسلط { بِٱلْحَقّ } بالقرآن { عَلَى ٱلْبَـٰطِلِ } الشيطان أو بالإسلام على الشرك أو بالجد على اللعب { فَيَدْمَغُهُ } فيكسره ويدحض الحق الباطل ، وهذه استعارة لطيفة لأن أصل استعمال القذف والدمغ في الأجسام ، ثم استعير القذف لإيراد الحق على الباطل والدمغ لإذهاب الباطل فالمستعار منه حسي والمستعار له عقلي فكأنه قيل : بل نورد الحق الشبيه بالجسم القوي على الباطل الشبيه بالجسم الضعيف فيبطله إبطال الجسم القوي الضعيف { فَإِذَا هُوَ } أي الباطل { زَاهِقٌ } هالك ذاهب { وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الله به من الولد ونحوه . { وَلَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } خلقاً وملكاً فأنى يكون شيء منه ولداً له وبينهما تنافٍ ويوقف على { الأرض } لأن { ومن عنده } منزلة ومكانة لا منزلاً ولا مكاناً يعني الملائكة مبتدأ خبره { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } لا يتعظمون { عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } ولا يعيون { يُسَبّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } حال من فاعل { يسبحون } أي تسبيحهم متصل دائم في جميع أوقاتهم لا تتخلله فترة بفراغ أو بشغل آخر فتسبيحهم جارٍ مجرى التنفس منا . ثم أضرب عن المشركين منكراً عليهم وموبخاً فجاء بـ « أم » التي بمعنى « بل » والهمزة فقال { أَمِ ٱتَّخَذُواْ الِهَةً مّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } يحيون الموتى ومن الأرض صفة لـ { الهة } لأن الهتهم كانت متخذة من جواهر الأرض كالذهب والفضة والحجر أو تعبد في الأرض فنسبت إليها كقولك « فلان من المدينة » أي مدني ، أو متعلق بـ { اتخذوا } ويكون فيه بيان غاية الاتخاذ ، وفي قوله { هم ينشرون } زيادة توبيخ وإن لم يدعوا أن أصنامهم تحيـي الموتى ، وكيف يدعون ومن أعظم المنكرات أن ينشر الموتى بعض الموات لأنه يلزم من دعوى الألوهية لها دعوى الإنشار ، لأن العاجز عنه لا يصح أن يكون إلهاً إذ لا يستحق هذا الاسم إلا القادر على كل مقدور والإنشار من جملة المقدورات . وقرأ الحسن { ينشرون } بفتح الياء وهما لغتان أنشر الله الموتى ونشرها أي أحياها .