Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 1-2)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱقْتَرَبَ } دنا { لِلنَّاسِ } اللام صلة لاقتراب . عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد بالناس المشركون لأن ما يتلوه من صفات المشركين { حِسَابَهُمْ } وقت محاسبة الله إياهم ومجازاته على أعمالهم يعني يوم القيامة ، وإنما وصفه بالاقتراب لقلة ما بقي بالإضافة إلى ما مضى ولأن كل آتٍ قريب { وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ } عن حسابهم وعما يفعل بهم ثم { مُّعْرِضُونَ } عن التأهب لذلك اليوم فالاقتراب عام والغفلة والإعراض يتفاوتان بتفاوت المكلفين ، فرب غافل عن حسابه لاستغراقه في دنياه وإعراضه عن مولاه ، ورب غافل عن حسابه لاستهلاكه في مولاه وإعراضه عن دنياه فهو لا يفيق إلا برؤية المولى ، والأول إنما يفيق في عسكر الموتى فالواجب عليك أن تحاسب نفسك قبل أن تحاسب وتتنبه للعرض قبل أن تنبه ، وتعرض عن الغافلين وتشتغل بذكر خالق الخلق أجمعين لتفوز بلقاء رب العالمين { مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ } شيء من القرآن { مّن رَّبّهِمْ مُّحْدَثٍ } في التنزيل إتيانه ، مبتدأة تلاوته ، قريب عهده باستماعهم ، والمراد به الحروف المنظومة . ولا خلاف في حدوثها { إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ } من النبي عليه السلام أو غيره ممن يتلوه { وَهُمْ يَلْعَبُونَ } يستهزئون به .