Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 3-5)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَهِيَةً } حال من ضمير يلعبون أو { وهم يلعبون } و { لاهية } حالان من الضمير في استمعوه . ومن قرأ { لاَهِيَةً } بالرفع يكون خبراً بعد خبر لقوله : { وهم } وارتفعت { قُلُوبِهِمْ } بـ { لاهية } وهي من لها عنه إذا ذهل وغفل ، والمعنى قلوبهم غافلة عما يراد بها ، ومنها قال أبو بكر الوارق : القلب اللاهي المشغول بزينة الدنيا وزهرتها الغافل عن الآخرة وأهوالها { وَأَسَرُّواْ } وبالغوا في إخفاء { ٱلنَّجْوَىٰ } وهي اسم من التناجي . ثم أبدل { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } من واو { وأسروا } إيذاناً بأنهم الموسومون بالظلم فيما أسروا به ، أو جاء على لغة من قال « أكلوني البراغيث » ، أو هو مجرور المحل لكونه صفة أو بدلاً من الناس ، أو هو منصوب المحل على الذم ، أو هو مبتدأ خبره { أسروا النجوى } فقدم عليه أي والذين ظلموا أسروا النجوى { هَلْ هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } هذا الكلام كله في محل النصب بدل من النجوى أي وأسروا هذا الحديث ويجوز أن يتعلق بـ « قالوا » مضمراً والمعنى أنهم اعتقدوا أن الرسول لا يكون إلا ملكاً وأن كل من ادعى الرسالة من البشر وجاء بالمعجزة فهو ساحر ومعجزته سحر ، فلذلك قالوا على سبيل الإنكار : أفتحضرون السحر وأنتم تشاهدون وتعاينون أنه سحر { قَالَ رَبّى } حمزة وعلي وحفص أي قال محمد وغيرهم { قل ربي } أي قل يا محمد للذين أسروا النجوى { يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِى ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ } أي يعلم قول كل قائل هو في السماء أو الأرض سراً كان أو جهراً { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لأقوالهم { ٱلْعَلِيمُ } بما في ضمائرهم . { بَلْ قَالُواْ أَضْغَـٰثُ أَحْلاَمٍ بَلِ ٱفْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } أضربوا عن قولهم هو سحر إلى أنه تخاليط أحلام رآها في نومه فتوهمها وحياً من الله إليه ، ثم إلى أنه كلام مفترى من عنده ، ثم إلى أنه قول شاعر وهكذا الباطل لجلج والمبطل رجاع غير ثابت على قول واحد ، ثم قالوا إن كان صادقاً في دعواه وليس الأمر كما يظن { فليأتنا بآية } بمعجزة { كَمَا أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } كما أرسل من قبله باليد البيضاء والعصا وإبراء الأكمه وإحياء الموتى ، وصحة التشبيه في قوله كما { أرسل الأولون } من حيث إنه في معنى كما أتى الأولون بالآيات لأن إرسال الرسل متضمن للإتيان بالآيات ، ألا ترى أنه لا فرق بين قولك « أرسل محمد » وبين قولك « أتى بالمعجزة » فرد الله عليهم قولهم بقوله .