Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 35-37)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم } ونختبركم سمي ابتلاء وإن كان عالماً بما سيكون من أعمال العاملين قبل وجودهم لأنه في صورة الاختبار { بِٱلشَّرّ } بالفقر والضر { وَٱلْخَيْرِ } الغني والنفع { فِتْنَةً } مصدر مؤكد لـ { نبلوكم } من غير لفظه { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } فنجازيكم على حسب ما يوجد منكم من الصبر والشكر . وعن ابن ذكوان { ترجعون } . { وَإِذَا رَاكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَتَّخِذُونَكَ } ما يتخذونك { إِلاَّ هُزُواً } مفعول ثان لـ { يتخذونك } نزلت في أبي جهل مر به النبي صلى الله عليه وسلم فضحك وقال : هذا نبي بني عبد مناف { أَهَـٰذَا ٱلَّذِى يَذْكُرُ } يعيب { ءالِهَتَكُمْ } والذكر يكون بخير وبخلافه فإن كان الذاكر صديقاً فهو ثناء وإن كان عدواً فذم { وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } أي بذكر الله وما يجب أن يذكر به من الوحدانية { هُمْ كَـٰفِرُونَ } لا يصدقون به أصلاً فهم أحق أن يتخذوا هزواً منك فإنك محق وهم مبطلون . وقيل : بذكر الرحمن أي بما أنزل عليك من القرآن هم كافرون جاحدون ، والجملة في موضع الحال أي يتخذونك هزواً وهم على حال هي أصل الهزء والسخرية وهي الكفر بالله تعالى ، وكرر { هُمْ } للتأكيد ، أو لأن الصلة حالت بينه وبين الخبر فأعيد المبتدأ { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } فسر بالجنس . وقيل : نزلت حين كان النضر بن الحارث يستعجل بالعذاب . والعجل والعجلة مصدران ، وهو تقديم الشيء على وقته ، والظاهر أن المراد الجنس وأنه ركب فيه العجلة فكأنه خلق من العجل ولأنه يكثر منه ، والعرب تقول لمن يكثر منه الكرم « خلق من الكرم » فقدم أولاً ذم الإنسان على إفراط العجلة وأنه مطبوع عليها ثم منعه وزجره كأنه قال : ليس ببدع منه أن يستعجل فإنه مجبول على ذلك وهو طبعه وسجيته فقد ركب فيه . وقيل : العجل الطين بلغه حمير قال شاعرهم @ والنخل ينبت بين الماء والعجل @@ وإنما منع عن الاستعجال وهو مطبوع عليه كما أمره بقمع الشهوة وقد ركبها فيه ، لأنه أعطاه القوة التي يستطيع بها قمع الشهوة وترك العجلة و { من عجل } حال أي عجلاً { سأوريكم آياتي } نقماتي { فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } بالإتيان بها وهو بالياء عند يعقوب وافقه سهل وعياش في الوصل .