Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 46-48)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ } دفعة يسيرة { مّنْ عَذَابِ رَبّكَ } صفة لـ { نفحة } { لَيَقُولُنَّ يٰويْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } أي ولئن مسهم من هذا الذي ينذرون به أدنى شيء لذلوا ودعوا بالويل على أنفسهم وأقروا أنهم ظلموا أنفسهم حين تصاموا وأعرضوا ، وقد بولغ حيث ذكر المس والنفحة لأن النفح يدل على القلة يقال نفحه بعطية : رضخه بها مع أن بناءها للمرة . وفي المس والنفحة ثلاث مبالغات لأن النفح في معنى القلة والنزارة يقال : نفحته الدابة وهو رمح لين ، ونفحه بعطية رضخه والبناء للمرة . { وَنَضَعُ ٱلْمَوٰزِينَ } جمع ميزان وهو ما يوزن به الشيء فتعرف كميته . وعن الحسن : هو ميزان له كفتان ولسان . وإنما جمع الموازين لتعظيم شأنها كما في قوله { يا أيها ٱلرُّسُلَ } [ المؤمنون : 51 ] والوزن لصحائف الأعمال في قول { ٱلْقِسْطَ } وصفت الموازين بالقسط وهو العدل مبالغة كأنها في نفسها قسط ، أو على حذف المضاف أي ذوات القسط { لِيَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ } لأهل يوم القيامة أي لأجلهم { فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } من الظلم { وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } وإن كان الشيء مثقال حبة { مثقال } بالرفع : مدني وكذا في « لقمان » على « كان » التامة { مّنْ خَرْدَلٍ } صفة لـ { حبة } { أَتَيْنَا بِهَا } أحضرناها . وأنت ضمير المثقال لإضافته إلى الحبة كقولهم « ذهبت بعض أصابعه » { وَكَفَىٰ بِنَا حَـٰسِبِينَ } عالمين حافظين ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : لأن من حفظ شيئاً حسبه وعلّه . { وَلَقَدْ ءاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً } قيل : هذه الثلاثة هي التوراة فهي فرقان بين الحق والباطل ، وضياء يستضاء به ويتوصل به إلى سبيل النجاة ، وذكر أي شرف أو وعظ وتنبيه أو ذكر ما يحتاج الناس إليه في مصالح دينهم . ودخلت الواو على الصفات كما في قوله { وَسَيّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيّا } [ آل عمران : 39 ] وتقول « مررت بزيد الكريم والعالم والصالح » . ولما انتفع بذلك المتقون خصهم بقوله : { لّلْمُتَّقِينَ }