Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 65-68)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُؤُوسَهُمْ } قال أهل التفسير : أجرى الله تعالى الحق على لسانهم في القول الأول ، ثم أدركتهم الشقاوة أي ردوا إلى الكفر بعد أن أقروا على أنفسهم بالظلم ، يقال : نكسته قلبته فجعلت أسفله أعلاه أي استقاموا حين رجعوا إلى أنفسهم وجاؤوا بالفكرة الصالحة ثم انقلبوا عن تلك الحالة فأخذوا في المجادلة بالباطل والمكابرة وقالوا { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـؤُلاء يَنطِقُونَ } فكيف تأمرنا بسؤالها ؟ والجملة سدت مسد مفعولي { علمت } والمعنى لقد علمت عجزهم عن النطق فكيف نسألهم ؟ { قَالَ } محتجاً عليهم { أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً } هو في موضع المصدر أي نفعاً { وَلاَ يَضُرُّكُمْ } إن لم تعبدوه { أُفّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } « أف » صوت إذا صوت به علم أن صاحبه متضجر ، ضجر مما رأى من ثباتهم على عبادتها بعد انقطاع عذرهم وبعد وضوح الحق فتأفف بهم واللام لبيان المتأفف به أي لكم ولآلهتكم هذا التأفف { أف } مدني وحفص ، { أفّ } مكي وشامي { أفّ } غيرهم { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أن من هذا وصفه لا يجوز أن يكون إلهاً . فلما لزمتهم الحجة وعجزوا عن الجواب { قَالُواْ حَرّقُوهُ } بالنار لأنها أهول ما يعاقب به وأفظع { وَٱنصُرُواْ ءالِهَتَكُمْ } بالانتقام منه { إِن كُنتُمْ فَـٰعِلِينَ } أي إن كنتم ناصرين آلهتكم نصراً مؤزراً فاختاروا له أهول المعاقبات وهو الإحراق بالنار وإلا فرطتم في نصرتها ، والذي أشار بإحراقه نمروذ أو رجل من أكراد فارس . وقيل : إنهم حين هموا بإحراقه حبسوه ثم بنوا بيتاً بكوثى وجمعوا شهراً أصناف الخشب ثم أشعلوا ناراً عظيمة كادت الطير تحترق في الجو من وهجها ، ثم وضعوه في المنجنيق مقيداً مغلولاً فرموا به فيها وهو يقول : حسبي الله ونعم الوكيل ، وقال له جبريل : هل لك حاجة ؟ فقال : أما إليك فلا . قال : فسل ربك . قال : حسبي من سؤالي علمه بحالي . وما أحرقت النار إلا وثاقه . وعن ابن عباس : إنما نجا بقوله « حسبي الله ونعم الوكيل » .