Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 17-19)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّـٰبِئِينَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ وَٱلْمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } قيل : الأديان خمسة : أربعة للشيطان وواحد للرحمن ، والصابئون نوع من النصارى فلا تكون ستة { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ } في الأحوال والأماكن فلا يجازيهم جزاء واحداً ولا يجمعهم في موطن واحد . وخبر { إن الذين آمنوا } { إن الله يفصل بينهم } كما تقول « إن زيداً إن أباه قائم » { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء شَهِيدٌ } عالم به حافظ له فلينظر كل امرىء معتقده ، وقوله وفعله وهو أبلغ وعيد { أَلَم تَرَ } ألم تعلم يا محمد علماً يقوم مقام العيان { أَنَّ ٱللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَن فِى ٱلأَرْضِ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَابُّ } قيل : إن الكل يسجد له ولكنا لا نقف عليه كما لا نقف على تسبيحها قال الله تعالى : { وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } [ الإسراء : 44 ] وقيل : سمي مطاوعة غير المكلف له فيما يحدث فيه من أفعاله وتسخيره له سجوداً له تشبيهاً لمطاوعته بسجود المكلف الذي كل خضوع دونه { وَكَثِيرٌ مّنَ ٱلنَّاسِ } أي ويسجد له كثير من الناس سجود طاعة وعبادة ، أو هو مرفوع على الابتداء { ومن الناس } صفة له والخبر محذوف وهو مثاب ويدل عليه قوله { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ ٱلْعَذَابُ } أي وكثير منهم حق عليه العذاب بكفره وإبائه السجود { وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ } بالشقاوة { فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } بالسعادة { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء } من الإكرام والإهانة وغير ذلك ، وظاهر هذه الآية والتي قبلها ينقض على المعتزلة قولهم لأنهم يقولون شاء أشياء ولم يفعل وهو يقول يفعل ما يشاء . { هَـٰذَانِ خَصْمَانِ } أي فريقان مختصمان ؛ فالخصم صفة وصف بها الفريق وقوله { ٱخْتَصَمُواْ } للمعنى و { هذان } للفظ والمراد المؤمنون والكافرون . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : رجع إلى أهل الأديان المذكورة : فالمؤمنون خصم وسائر الخمسة خصم { فِى رَبّهِمْ } في دينه وصفاته ، ثم بين جزاء كل خصم بقوله { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وهو فصل الخصومة المعنى بقوله { إن الله يفصل بينهم يوم القيامة } { قُطّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مّن نَّارِ } كأن الله يقدر لهم نيراناً على مقادير جثتهم تشتمل عليهم كما تقطع الثياب الملبوسة ، واختير لفظ الماضي لأنه كائن لا محالة فهو كالثابت المتحقق { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسَهُمْ } بكسر الهاء والميم ، بصري ، وبضمهما : حمزة وعلي وخلف ، وبكسر الهاء وضم الميم : غيرهم { ٱلْحَمِيمُ } الماء الحار . عن ابن عباس رضي الله عنهما : لو سقطت منه نقطة على جبال الدنيا لأذابتها .