Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 15-20)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ } بعد ما ذكرنا من أمركم { لَمَيّتُونَ } عند انقضاء آجالكم { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ تُبْعَثُونَ } تحيون للجزاء { وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ } جمع طريقة وهي السماوات لأنها طرق الملائكة ومتقلباتهم { وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَـٰفِلِينَ } أراد بالخلق السماوات كأنه قال خلقناها فوقكم وما كنا غافلين عن حفظها ، أو أراد به الناس وأنه إنما خلقها فوقهم عليهم الأرزاق والبركات منها وما كان غافلاً عنهم وعما يصلحهم { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاءً } مطراً { بِقَدَرٍ } بتقدير يسلمون معه من المضرة ويصلون إلى المنفعة أو بمقدار ما علمنا من حاجاتهم { فَأَسْكَنَّاهُ فِى ٱلأَرْضِ } كقوله { فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِى ٱلأَرْضِ } [ الزمر : 21 ] وقيل : جعلناه ثابتاً في الأرض فماء الأرض كله من السماء . ثم استأدى شكرهم بقوله { وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَـٰدِرُونَ } أي كما قدرنا على إنزاله نقدر على إذهابه فقيدوا هذه النعمة بالشكر { فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ } بالماء { جَنَّـٰتٍ مّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَـٰبٍ لَّكُمْ فِيهَا } في الجنات { فَوٰكِهُ كَثِيرَةٌ } سوى النخيل والأعناب { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } أي من الجنات أي من ثمارها ، ويجوز أن هذا من قولهم « فلان يأكل من حرفة يحترفها ومن صنعة يغتلها » أي أنها طعمته وجهته التي منها يحصل رزقه كأنه قال : وهذه الجنات وجوه أرزاقكم ومعايشكم منها ترزقون وتتعيشون . { وَشَجَرَةً } عطف على { جنات } وهي شجرة الزيتون { تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء } { طُورِ سَيْنَاء } و { طور سينين } لا يخلو إما أن يضاف الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون ، وإما أن يكون اسماً للجبل مركباً من مضاف ومضاف إليه كامريء القيس وهو جبل فلسطين . وسيناء غير منصرف بكل حال مكسور السين كقراءة الحجازي وأبي عمرو للتعريف والعجمة ، أو مفتوحها كقراءة غيرهم لأن الألف للتأنيث كصحراء { تَنبُتُ بِٱلدُّهْنِ } قال الزجاج : الباء للحال أي تنبت ومعها الدهن { تُنبت } مكي وأبو عمرو . إما لأن أنبت بمعنى نبت كقوله « حتى إذا أنبت البقل » ، أو لأن مفعوله محذوف أي تنبت زيتونها وفيه الدهن { وَصِبْغٍ لّلآكِلِيِنَ } أي إدام لهم . قال مقاتل : جعل الله تعالى في هذه إداماً ودهناً ، فالإدام الزيتون والدهن الزيت . وقيل : هي أول شجرة نبتت بعد الطوفان . وخص هذه الأنواع الثلاثة لأنها أكرم الشجر وأفضلها وأجمعها للمنافع .