Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 13-14)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ جَعَلْنَـٰهُ } أي نسله فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه لأن آدم عليه السلام لم يصر نطفة وهو كقوله { وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَـٰنِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مّن مَّاء مَّهِينٍ } [ السجدة : 8 ] وقيل : الإنسان بنو آدم والسلالة النطفة والعرب تسمي النطف سلالة أي ولقد خلقنا الإنسان من سلالة يعني من نطفة مسلولة من طين أي من مخلوق من طين وهو آدم عليه السلام { نُّطْفَةٍ } ماء قليلاً { فِى قَرَارٍ } مستقر يعني الرحم { مَّكِينٍ } حصين { ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ } أي صيرناها بدلالة تعديه إلى مفعولين والخلق يتعدى إلى مفعول واحد { عَلَقَةٍ } قطعة دم والمعنى أحلنا النطفة البيضاء علقة حمراء { فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً } لحماً قدر ما يمضغ { فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَـٰماً } فصيرناها عظاماً { فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَـٰمَ لَحْماً } فأنبتنا عليها اللحم فصار لها كاللباس { عظماً } { العظم } شامي وأبو بكر { عظماً } { العظام } زيد عن يعقوب { عظاما } { العظم } عن أبي زيد ، وضع الواحد موضع الجمع لعدم اللبس إذ الإنسان ذو عظام كثيرة { ثُمَّ أَنشَأْنَـٰهُ } الضمير يعود إلى الإنسان أو إلى المذكور { خَلْقاً ءاخَرَ } أي خلقاً مبايناً للخلق الأول حيث جعله حيواناً وكان جماداً وناطقاً وسميعاً وبصيراً وكان بضد هذه الصفات ، ولهذا قلنا إذا غصب بيضة فأفرخت عنده يضمن البيضة ولا يرد الفرخ لأن خلق آخر سوى البيضة { فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ } فتعالى أمره في قدرته وعلمه { أَحْسَنُ } بدل أو خبر مبتدأ محذوف وليس بصفة لأنه نكرة وإن أضيف لأن المضاف إليه عوض من « من » { ٱلْخَـٰلِقِينَ } المقدرين أي أحسن المقدرين تقديراً فترك ذكر المميز لدلالة الخالقين عليه . وقيل : إن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب للنبي عليه السلام فنطق بذلك قبل إملائه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " اكتب هكذا نزلت " فقال عبد الله : إن كان محمد نبياً يوحى إليه فأنا نبي يوحى إلي فارتد ولحق بمكة ثم أسلم يوم الفتح . وقيل : هذه الحكاية غير صحيحة لأن ارتداده كان بالمدينة وهذه السورة مكية . وقيل : القائل عمر أو معاذ رضي الله عنهما .