Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 31-34)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثُمَّ أَنشَأْنَا } خلقنا { مّن بَعْدِهِمْ } من بعد نوح { قرناً آخرين } هم عاد قوم هود ويشهد له قول هود { وَٱذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } [ الأعراف : 69 ] ومجيء قصة هود على أثر قصة نوح في « الأعراف » و « هود » و « الشعراء » { فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ } الإرسال يعدى بـ « إلى » ولم يعد بـ « في » هنا وفي قوله { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِى أُمَّةٍ } [ الرعد : 30 ] { وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ } [ الأعراف : 94 ] ولكن الأمة والقرية جعلت موضعا للإرسال كقول رؤبة : @ أرسلت فيها مصعباً ذا إقحام @@ { رَسُولاً } هو هود { مِنْهُمْ } من قومهم { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } « أن » مفسرة لـ { أرسلنا } أي قلنا لهم على لسان الرسول اعبدوا الله . { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ } ذكر مقالة قوم هود في جوابه في « الأعراف » وهود بغير واو لأنه على تقدير سؤال سائل قال : فما قال قومه ؟ فقيل له : قالوا كيت وكيت ، وههنا مع الواو لأنه عطف لما قالوه على ما قاله الرسول ، ومعناه أنه اجتمع في الحصول هذا الحق وهذا الباطل وليس بجواب للنبي صلى الله عليه وسلم متصل بكلامه ولم يكن بالفاء ، وجيء بالفاء في قصة نوح لأنه جواب لقوله واقع عقيبه { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } صفة للملأ أو لقومه { وَكَذَّبُواْ بِلِقَاء ٱلآخِرَةِ } أي بلقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب وغير ذلك { وَأَتْرَفْنَـٰهُمْ } ونعمناهم { في الحياة الدنيا } بكثرة الأموال والأولاد { مَا هَـٰذَا } أي النبي { إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ } أي منه فحذف لدلالة ما قبله عليه أي من أين يدعي رسالة الله من بينكم وهو مثلكم { وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مّثْلَكُمْ } فيما يأمركم به وينهاكم عنه { إِنَّكُمْ إِذاً } واقع في جزاء الشرط وجواب للذين قاولوهم من قومهم { لَّخَـٰسِرُونَ } بالانقياد لمثلكم ، ومن حمقهم أنهم أبوا اتباع مثلهم وعبدوا أعجز منهم .