Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 3-6)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ } اللغو كل كلام ساقط حقه أن يلغى كالكذب والشتم والهزل يعني أن لهم من الجد ما شغلهم عن الهزل . ولما وصفهم بالخشوع في الصلاة أتبعه الوصف بالإعراض عن اللغو ليجمع لهم الفعل والترك الشاقين على الأنفس اللذين هما قاعدتا بناء التكليف . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـوٰةِ فَـٰعِلُونَ } مؤدون ولفظ { فاعلون } يدل على المداومة بخلاف « مؤدون » . وقيل : الزكاة اسم مشترك يطلق على العين وهو القدر الذي يخرجه المزكي من النصاب إلى الفقير ، وعلى المعنى وهو فعل المزكي الذي هو التزكية وهو المراد هنا ، فجعل المزكين فاعلين له لأن لفظ الفعل يعم جميع الأفعال كالضرب والقتل ونحوهما . تقول للضارب والقاتل والمزكي فعل الضرب والقتل والتزكية ، ويجوز أن يراد بالزكاة العين ويقدر مضاف محذوف وهو الأداء ، ودخل اللام لتقدم المفعول وضعف اسم الفاعل في العمل فإنك تقول « هذا ضارب لزيد » ولا تقول « ضرب لزيد » { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ } الفرج يشمل سوءة الرجل والمرأة { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوٰجِهِمْ } في موضع الحال أي إلا والين على أزواجهم أو قوامين عليهن من قولك « كان زياد على البصرة » أي والياً عليها . والمعنى أنهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم ، أو تعلق « على » بمحذوف يدل عليه غير ملومين كأنه قيل : يلامون إلا على أزواجهم أي يلامون على كل مباشرة إلا على ما أطلق لهم فإنهم غير ملومين عليه . وقال الفراء : إلا من أزواجهم أي زوجاتهم { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ } أي إمائهم ولم يقل « من » لأن المملوك جرى مجرى غير العقلاء ولهذا يباع كما تباع البهائم { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } أي لا لوم عليهم إن لم يحفظوا فروجهم عن نسائهم وإمائهم