Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 71-75)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ } أي الله { أَهْوَاءضهُمْ } فيما يعتقدون من الآلهة { لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلأَرْضُ } كما قال { لَوْ كَانَ فِيهِمَا الِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا } [ الأنبياء : 22 ] { وَمَن فِيهِنَّ } خص العقلاء بالذكر لأن غيرهم تبع { بَلْ أَتَيْنَـٰهُمْ بِذِكْرِهِمْ } بالكتاب الذي هو ذكرهم أي وعظهم أو شرفهم لأن الرسول منهم والقرآن بلغتهم ، أو بالذكر الذي كانوا يتمنونه { وَيَقُولونَ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مّنَ ٱلاْوَّلِينَ } [ الصافات : 168 ] الآية . { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } بسوء اختيارهم { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبّكَ خَيْرٌ } حجازي وبصري وعاصم ، { خرجا فخرج } شامي ، { خراجا فخراج } علي وحمزة ، وهو ما تخرجه إلى الإمام من زكاة أرضك وإلى كل عامل من أجرته وجعله ، والخرج أخص من الخراج تقول « خراج القرية وخرج الكوفة » فزيادة اللفظ لزيادة المعنى ولذا حسنت لقراءة الأولى يعني أم تسألهم على هدايتك لهم قليلاً من عطاء الخلق فالكثير من الخالق خير { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرازِقِينَ } أفضل المعطين { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو دين الإسلام فحقيق أن يستجيبوا لك . { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصّرٰطِ لَنَـٰكِبُونَ } لعادلون عن هذا الصراط المذكور وهو الصراط المستقيم { وَلَوْ رَحِمْنَـٰهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مّن ضُرّ } لما أخذهم الله بالسنين حتى أكلوا العلهز جاء أبو سفيان إلى " رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أنشدك الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين ؟ فقال : « بلى » فقال : قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فنزلت الآية . " والمعنى لو كشف الله عنهم هذا الضر وهو القحط الذي أصابهم برحمته لهم ووجدوا الخصب { لَّلَجُّواْ } أي لتمادوا { فِي طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ } يترددون يعني لعادوا إلى ما كانوا عليه من الاستكبار وعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، ولذهب عنهم هذا التملق بين يديه .