Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 76-78)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ أَخَذْنَـٰهُمْ بِٱلْعَذَابِ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } استشهد على ذلك بأنا أخذناهم أولاً بالسيوف وبما جرى عليهم يوم بدر من قتل صناديدهم وأسرهم ، فما وجدت بعد ذلك منهم استكانة أي خضوع ولا تضرع . وقوله { وما يتضرعون } عبارة عن دوام حالهم أي وهم على ذلك بعد ولذا لم يقل وما تضرعوا . ووزن استكان استفعل من الكون أي انتقل من كون إلى كون كما قيل « استحال » إذا انتقل من حال إلى حال . { حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا } { فتّحنا } يزيد { عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ } أي باب الجوع الذي هو أشد من الأسر والقتل { إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } متحيرون آيسون من كل خير . وجاء أعتاهم وأشدهم شكيمة في العناد ليستعطفك أو محناهم بكل محنة من القتل والجوع فما رؤي فيهم لين مقادة وهم كذلك حتى إذا عذبوا بنار جهنم فحينئذ يبلسون كقوله { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } [ الروم : 12 ] { وَهُوَ ٱلَّذِى أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَـٰرَ وَٱلأَفْئِدَةَ } خصهما بالذكر لأنها يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية ما لا يتعلق بغيرها { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أي تشكرون شكراً قليلاً . و « ما » مزيدة للتأكيد بمعنى حقاً ، والمعنى إنكم لم تعرفوا عظم هذه النعم ووضعتموها غير مواضعها فلم تعملوا أبصاركم وأسماعكم في آيات الله وأفعاله ، ولم تستدلوا بقلوبكم فتعرفوا المنعم ولم تشكروا له شيئا