Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 96-100)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى } بالخصلة التي { هِىَ أَحْسَنُ ٱلسَّيّئَةَ } هو أبلغ من أن يقال بالحسنة السيئة لما فيه من التفضيل كأنه قال : ادفع بالحسنى السيئة والمعنى أصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الاحسان ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما : هي شهادة أن لا إله إلا الله . والسيئة : الشرك أو الفحش بالسلام أو المنكر بالموعظة . وقيل : هي منسوخة بآية السيف . وقيل : محكمة إذ المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى ثلم دين { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } من الشرك أو بوصفهم لك وسوء ذكرهم فنجازيهم عليه { وَقُلْ رَّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّيـٰطِينِ } من وساوسهم ونخساتهم ، والهمزة : النخس ، والهمزات جمع الهمزة ومنه مهماز الرائض ، والمعنى أن الشياطين يحثون الناس على المعاصي كما تهمز الراضة الدواب حثاً لها على المشي { وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ } أمر بالتعوذ من نخساتهم بلفظ المبتهل إلى ربه المكرر لندائه وبالتعوذ من أن يحضروه أصلاً أو عند تلاوة القرآن أو عند النزع { حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ } « حتى » تتعلق بـ { يصفون } أي لا يزالون يشركون إلى وقت مجيء الموت ، أو لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت وما بينهما مذكور على وجه الاعتراض ، والتأكيد للإغضاء عنهم مستعيناً بالله على الشيطان أن يستنزله عن الحلم ويغريه على الانتصار منهم { قَالَ رَبّ ٱرْجِعُونِ } أي ردوني إلى الدنيا خاطب الله بلفظ الجمع للتعظيم كخطاب الملوك { لَعَلّى أَعْمَلُ صَـٰلِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } في الموضع الذي تركت وهو الدنيا لأنه ترك الدنيا وصار إلى العقبى ، قال قتادة : ما تمنى أن يرجع إلى أهل ولا إلى عشيرة ولكن ليتدارك ما فرط . { لعلي } ساكنة الياء كوفي وسهل ويعقوب { كَلاَّ } ردع عن طلب الرجعة وإنكار واستبعاد { إِنَّهَا كَلِمَةٌ } المراد بالكلمة الطائفة من الكلام المنتظم بعضها مع بعض وهو قوله : { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } { هُوَ قَائِلُهَا } لا محالة لا يخليها ولا يسكت عنها لاستيلاء الحسرة والندم عليه { وَمِن وَرَائِهِمْ } أي أمامهم والضمير للجماعة { بَرْزَخٌ } حائل بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا { إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } لم يرد أنهم يرجعون يوم البعث وإنما هو إقناط كلي لما علم أن لا رجوع بعد البعث إلا إلى الآخرة .