Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 56-58)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واقيموا الصلاة } معطوف على { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } ولا يضر الفصل وإن طال { وَاتُواْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } فيما يدعوكم إليه وكررت طاعة الرسول تأكيداً لوجوبها { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي لكي ترحموا فإنها من مستجلبات الرحمة ثم ذكر الكافرين فقال { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ فِى ٱلأَرْضِ } أي فائتين الله بأن لا يقدر عليهم فيها ، فالتاء خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام وهو الفاعل والمفعولان { الذين كفروا } و { معجزين } وبالياء شامي وحمزة والفاعل النبي صلى الله عليه وسلم لتقدم ذكره والمفعولان { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } و { معجزين } { وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ } معطوف على { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ } كَأَنَّهُ قِيلَ : ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ يفوتون الله وَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ { وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } أي المرجع النار . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لِيَسْتَأْذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ } أمر بأن يستأذن العبيد والإماء { وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُواْ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ } أي الأطفال الذين لم يحتلموا من الأحرار ، وقريء بسكون اللام تخفيفاً { ثَلاَثَ مَرَّاتٍ } في اليوم والليلة وهي { مّن قَبْلِ صَـلَوٰةِ ٱلْفَجْرِ } لأنه وقت القيام من المضاجع وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة { وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَـٰبَكُمْ مّنَ ٱلظَّهِيرَةِ } وهي نصف النهار في القيظ لأنها وقت وضع الثياب للقيلولة { وَمِن بَعْدِ صَلَوٰةِ ٱلْعِشَاء } لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم { ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ } أي هي أوقات ثلاثة عورات فحذف المبتدأ والمضاف . وبالنصب : كوفي غير حفص بدلاً من { ثلاث مرات } أي أوقات ثلاث عورات . وسمي كل واحد من هذه الأحوال عورة لأن الإنسان يختل تستره فيها ، والعورة : الخلل ومنها الأعور المختل العين . دخل غلام من الأنصار يقال له مدلج بن عمرو على عمر رضي الله عنه وقت الظهيرة وهو نائم وقد انكشف عنه ثوبه فقال عمر رضي الله عنه : وددت أن الله نهى عن الدخول في هذه الساعات إلا بالإذن ، فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزلت عليه الآية . ثم عذرهم في ترك الاستئذان وراء هذه المرات بقوله { لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ } أي لا إثم عليكم ولا على المذكورين في الدخول بغير استئذان بعدهن . ثم بين العلة في ترك الاستئذان في هذه الأوقات بقوله { طَوافُونَ عَلَيْكُمْ } أي هم طوافون بحوائج البيت { بَعْضُكُمْ } مبتدأ خبره { عَلَىٰ بَعْضٍ } تقديره بعضكم طائف على بعض فحذف طائف لدلالة { طوافون } عليه ، ويجوز أن تكون الجملة بدلاً من التي قبلها وأن تكون مبينة مؤكدة يعني أن بكم وبهم حاجة إلى المخالطة والمداخلة يطوفون عليكم للخدمة وتطوفون عليهم للاستخدام ، فلو جزم الأمر بالاستئذان في كل وقت لأفضى إلى الحرج وهو مدفوع في الشرح بالنص { كَذٰلِكَ يُبيّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَـٰتِ } أي كما بين حكم الاستئذان يبين لكم غيره من الآيات التي احتجتم إلى بيانها { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بمصالح عباده { حَكِيمٌ } في بيان مراده .