Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 5-8)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالُواْ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي هو أحاديث المتقدمين وما سطروه كرستم وغيره جمع أسطار وأسطورة كأحدوثة { ٱكْتَتَبَهَا } كتبها لنفسه { فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ } أي تلقى عليه من كتابه { بُكْرَةً } أول النهار { وَأَصِيلاً } آخره فيحفظ ما يملى عليه ثم يتلوه علينا . { قُلْ } يا محمد { أَنزَلَهُ } أي القرآن { ٱلَّذِى يَعْلَمُ ٱلسّرَّ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي يعلم كل سر خفي في السماوات والأرض ، يعني أن القرآن لما اشتمل على علم الغيوب التي يستحيل عادة أن يعلمها محمد عليه الصلاة والسلام من غير تعليم ، دل ذلك على أنه من عند علام الغيوب { إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } فيمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة وإن استوجبوها بمكابرتهم { وَقَالُواْ مَّالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولَ } وقعت اللام في المصحف مفصولة عن الهاء وخط المصحف سنة لا تغير ، وتسميتهم إياه بالرسول سخرية منهم كأنهم قالوا : أي شيء لهذا الزاعم إنه رسول { يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِى فِى ٱلأَسْوَاقِ } حال والعامل فيها « هذا » { لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقِى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } أي إن صح أنه رسول الله فما باله يأكل الطعام كما نأكل ويتردد في الأسواق لطلب المعاش كما تردد يعنون أنه كان يجب أن يكون ملكاً مستغنياً عن الأكل والتعيش ، ثم نزلوا عن ذلك الاقتراح إلى أن يكون إنساناً معه ملك حتى يتساندا في الإنذار والتخويف ، ثم نزلوا إلى أن يكون مرفوداً بكنز يلقى إليه من السماء يستظهر به ولا يحتاج إلى تحصيل المعاش ، ثم نزلوا إلى أن يكون رجلاً له بستان يأكل هو منه كالمياسير أو نأكل نحن كقراءة علي وحمزة . وحسن عطف المضارع وهو { يُلْقِى } و { تَكُونُ } على { أَنَزلَ } وهو ماض لدخول المضارع وهو { فَيَكُونُ } بينهما وانتصب { فَيَكُونُ } على القراءة المشهورة لأنه جواب { لَوْلاَ } بمعنى « هلا » وحكمه حكم الاستفهام . وأراد بالظالمين في قوله { وَقَالَ ٱلظَّـٰلِمُونَ } إياهم بأعيانهم غير أنه وضع الظاهر موضع المضمر تسجيلاً عليهم بالظلم فيما قالوا وهم كفار قريش { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا } سحر فجن أو ذا سحر وهو الرئة عنوا أنه بشر لا ملك