Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 71-73)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومن تاب وعمل صالحاً فإنّه يتوب إلى الله متاباً } أي ومن تاب وحقق التوبة بالعمل الصالح فإنه يتوب بذلك إلى الله تعالى متاباً مرضياً عنده مكفراً للخطايا محصلاً للثواب { والذين لا يشهدون الزّور } أي الكذب يعني ينفرون عن محاضر الكذابين ومجالس الخطائين فلا يقربونها تنزهاً عن مخالطة الشر وأهله إذ مشاهدة الباطل شركة فيه ، وكذلك النظارة إلى ما لم تسوغه الشريعة هم شركاء فاعليه في الآثام لأن حضورهم ونظرهم دليل على الرضا . وسبب وجود الزيادة فيه وفي مواعظ عيسى عليه السلام : إياكم ومجالسة الخاطئين . أو لا يشهدون شهادة الزور على حذف المضاف . وعن قتادة : المراد مجالس الباطل . وعن ابن الحنفية : لا يشهدون اللهو والغناء . { وإذا مرّوا باللّغو } بالفحش وكل ما ينبغي أن يلغى ويطرح ، والمعنى وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به { مرّوا كراماً } معرضين أنفسهم عن التلوث به كقوله . { وإذا سمعوا اللَّغْوَ أعرضوا عنه } [ القصص : 55 ] وعن الباقر رضي الله عنه : إذا ذكروا الفروج كنوا عنها { والذين إذا ذكّروا بأيات ربّهم } أي قرىء عليهم القرآن أو وعظوا بالقرآن { لم يخرّوا عليها صمًّا وعمياناً } هذا ليس بنفي الخرور بل هو إثباب له ونفي الصمم والعمى ونحوه « لا يلقاني زيد مسلماً » هو نفي للسلام لا للقاء يعني أنهم إذا ذكروا بها خروا سجداً وبكياً سامعين بآذان واعية مبصرين بعيون واعية لما أمروا ونهوا عنه لا كالمنافقين وأشباههم دليله قوله تعالى : { وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً }