Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 11-15)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قوم فرعون } عليهم عطف البيان كأن معنى القوم الظالمين وترجمته قوم فرعون وكأنهما عبارتان تعتقبان على مؤدى واحد { ألا يتّقون } أي ائتهم زاجراً فقد آن لهم أن يتقوا ، وهي كلمة حث وإغراء . ويحتمل أنه حال من الضمير في { الظالمين } أي يظلمون غير متقين الله وعقابه فأدخلت همزة الإنكار على الحال . { قال ربّ إنّي أخاف } الخوف غم يلحق الإنسان لأمر سيقع { أن يكذّبون ويضيق صدري } بتكذيبهم إياي مستأنف أو عطف على أخاف { ولا ينطلق لساني } بأن تغلبني الحمية على ما أرى من المحال وأسمع من الجدال وبنصبهما يعقوب عطفاً على { يكذبون } فالخوف متعلق بهذه الثلاثة على هذا التقدير وبالتكذيب وحده بتقدير الرفع { فأرسل إلى هارون } أي أرسل إليه جبريل واجعله نبياً يعينني على الرسالة ، وكان هارون بمصر حين بعث موسى نبياً بالشام . ولم يكن هذا الالتماس من موسى عليه السلام توقفاً في الامتثال بل التماس عون في تبليغ الرسالة ، وتمهيد العذر في التماس المعين على تنفيذ الأمر ليس بتوقف في امتثال الأمر ، وكفى بطلب العون دليلاً على التقبل لا على التعلل { ولهم عليّ ذنبٌ } أي تبعة ذنب بقتل القبطي فحذف المضاف ، أو سمى تبعة الذنب ذنباً كما سمى جزاء السيئة سيئة { فأخاف أن يقتلون } أي يقتلوني به قصاصاً ، وليس هذا تعللاً أيضاً بل استدفاع للبلية المتوقعة ، وفرق من أن يقتل قبل أداء الرسالة ولذا وعده بالكلاءة والدفع بكلمة الردع . وجمع له الاستجابتين معاً في قوله { قال كلاّ فاذهبا } لأنه استدفعه بلاءهم فوعده الله الدفع بردعه عن الخوف والتمس منه رسالة أخيه فأجابه بقوله { اذهبا } أي جعلته رسولاً معك فاذهبا . وعطف { فاذهبا } على الفعل الذي يدل عليه { كلا } كأنه قيل : ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت وهارون { بأياتنا } مع آياتنا وهي اليد والعصا وغير ذلك { إنّا معكم } أي معكما بالعون والنصرة ومع من أرسلتما إليه بالعلم والقدرة { مّستمعون } خبر لـ « إن » و { معكم } لغو ، أو هما خبران أي سامعون ، والاستماع في غير هذا الإصغاء للسماع يقال : استمع فلان إلى حديثه أي أصغى إليه ولا يجوز حمله ههنا على ذلك فحمل على السماع