Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 16-20)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فأتيا فرعون فقولا إنّا رسول ربّ العالمين } لم يثن الرسول كما ثنى في قوله { إنا رسولا ربك } [ طه : 47 ] لأن الرسول يكون بمعنى المرسل وبمعنى الرسالة فجعل ثمة بمعنى المرسل فلم يكن بد من تثنيته ، وجعل هنا بمعنى الرسالة فيستوي في الوصف به الواحد والتثنية والجمع ، أو لأنهما لاتحادهما واتفاقهما على شريعة واحدة كأنهما رسول واحد ، أو أريد إن كل واحد منا { أن أرسل } بمعنى أي أرسل لتضمن الرسول معنى الإرسال وفيه معنى القول { معنا بني إسرائيل } يريد خلهم يذهبوا معنا إلى فلسطين وكانت مسكنهما فأتيا بابه فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب : إن ههنا إنساناً يزعم أنه رسول رب العالمين فقال : ائذن له لعلنا نضحك منه . فأديا إليه الرسالة فعرف فرعون موسى فعند ذلك . { قال ألم نربّك فينا وليداً } وإنما حذف فأتيا فرعون فقال اختصاراً . والوليد الصبي لقرب عهده من الولادة أي ألم تكن صغيراً فربيناك { ولبثت فينا من عمرك سنين } قيل : ثلاثين سنة { وفعلت فعلتك التي فعلت } يعني قتل القبطي فعرض إذ كان ملكاً { وأنت من الكافرين } بنعمتي حيث قتلت خبازي أو كنت على ديننا الذي تسميه كفراً ، وهذا افتراء منه عليه لأنه معصوم من الكفر وكان يعايشهم بالتقية { قال فعلتها إذاً } أي إذ ذاك { وأنا من الضّالّين } الجاهلين بأنها تبلغ القتل والضال عن الشيء هو الذاهب عن معرفته ، أو الناسين من قوله { أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } [ البقرة : 282 ] فدفع وصف الكفر عن نفسه ووضع { الضالين } موضع الكافرين و { إذا } جواب وجزاء معاً ، وهذا الكلام وقع جواباً لفرعون وجزاء له لأن قول فرعون و { فعلت فعلتك } معناه أنك جازيت نعمتي بما فعلت فقال له موسى : نعم فعلتها مجازياً لك تسليماً لقوله لأن نعمته كانت جديرة بأن تجازى بنحو ذلك الجزاء