Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 202-208)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً } فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بإتيانه { فَيَقُولُواْ } وفيأتيهم معطوفان على { يروا } { هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ } يسألون النظرة والإمهال طرفة عين فلا يجابون إليها { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } توبيخ لهم وإنكار عليهم قولهم : { فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ ٱلسَّمَاء أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ الأنفال : 32 ] ونحو ذلك . { أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَـٰهُمْ سِنِينَ } قيل : هي سنو مدة الدنيا { ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُواْ يُوعَدُونَ } من العذاب { مَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ } به في تلك السنين . والمعنى أن استعجالهم بالعذاب إنما كان لاعتقادهم أنه غير كائن ولا لاحق بهم وأنهم ممتعون بأعمار طوال في سلامة وأمن فقال الله تعالى : { أفبعذابنا يستعجلون } أشراً وبطراً واستهزاء واتكالاً على الأمل الطويل ، ثم قال : هب أن الأمر كما يعتقدون من تمتيعهم وتعميرهم فإذا لحقهم الوعيد بعد ذلك ما ينفعهم حينئذ ما مضى من طول أعمارهم وطيب معايشهم ؟ . قال يحيـى ابن معاذ : أشد الناس غفلة من اغتر بحياته والتذ بمراداته وسكن إلى مألوفاته والله تعالى يقول : { أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } ، وعن ميمون بن مهران أنه لقي الحسن في الطواف وكان يتمنى لقاءه فقال : عظني فلم يزده على تلاوة هذه الآية . فقال ميمون : قد وعظت فأبلغت . وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يقرؤها عند جلوسه للحكم { وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } رسل ينذرونهم . ولم تدخل الواو على الجملة بعد إلا كما في : { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَـٰبٌ مَّعْلُومٌ } [ الحجر : 4 ] لأن الأصل عدم الواو إذ الجملة صفة لـ { قرية } وإذا زيدت فلتأكيد وصل الصفة بالموصوف