Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 29-34)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِى } أي غيري إلهاً { لأجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ } أي لأجعلنك واحداً ممن عرفت حالهم في سجوني ، وكان من عادته أن يأخذ من يريد سجنه فيطرحه في هوة ذاهبة في الأرض بعيدة العمق فرداً لا يبصر فيها ولا يسمع ، فكان ذلك أشد من القتل . ولو قيل لأسجننك لم يؤد هذا المعنى وإن كان أخصر { قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ } الواو للحال دخلت عليها همزة الاستفهام أي أتفعل بي ذلك ولو جئتك { بِشَىء مُّبِينٍ } أي جائياً بالمعجزة { قَالَ فَأْتِ بِهِ } بالذي يبين صدقك { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } أن لك بينة وجواب الشرط مقدر أي فأحضره { فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } ظاهر الثعبانية لا شيء يشبه الثعبان كما تكون الأشياء المزورة بالشعوذة والسحر . روي أن العصا ارتفعت في السماء قدر ميل ثم انحطت مقبلة إلى فرعون وجعلت تقول : يا موسى مرني بما شئت . ويقول فرعون : أسألك بالذي أرسلك إلا أخذتها ، فأخذها فعادت عصا . { وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِىَ بَيْضَاء لِلنَّـٰظِرِينَ } فيه دليل على أن بياضها كان شيئاً يجتمع النظارة على النظر إليه لخروجه عن العادة وكان بياضها نورياً . روي أن فرعون لما أبصر الآية الأولى قال : فهل غيرها فأخرج يده فقال لفرعون ما هذه ؟ قال فرعون : يدك ، فأدخلها في إبطه ثم نزعها ولها شعاع يكاد يغشي الأبصار ويسد الأفق { قَالَ } أي فرعون { لِلْمَلإِ حَوْلَهُ } هو منصوب نصبين نصب في اللفظ والعامل فيه ما يقدر في الظرف ، ونصب في المحل وهو النصب على الحال من الملأ أي كائنين حوله والعامل فيه قال { إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِيمٌ } بالسحر . ثم أغوى قومه على موسى بقوله