Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 35-40)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا } منصوب لأنه مفعول به من قولك أمرتك الخير { تَأْمُرُونَ } تشيرون في أمره من حبس أو قتل من المؤامرة وهي المشاورة ، أو من الأمر الذي هو ضد النهي . لما تحير فرعون برؤية الآيتين وزال عنه ذكر دعوى الالهية وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية وارتعدت فرائصه خوفاً طفق يؤامر قومه الذي هم بزعمه عبيده وهو إلٰههم ، أو جعلهم آمرين ونفسه مأموراً { قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ } أخر أمرهما ولا تباغت قتلهما خوفاً من الفتنة { وَٱبْعَثْ فِى ٱلْمَدَائِنِ حَـٰشِرِينَ } شرطاً يحشرون السحرة وعارضوا قول فرعون { إن هذا لساحر عليم } بقولهم { يَأْتُوكَ بِكُلّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ } فجاءوا بكلمة الإحاطة وصيغة المبالغة ليسكنوا بعض قلقه { فَجُمِعَ ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } أي يوم الزينة وميقاته وقت الضحى لأنه الوقت الذي وقته لهم موسى عليه السلام من يوم الزينة في قوله تعالى : { مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ ٱلزّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحًى } [ طه : 59 ] والميقات ما وقت به أي حدد من زمان أو مكان ومنه مواقيت الإحرام { وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ } أي اجتمعوا وهو استبطاء لهم في الاجتماع والمراد منه استعجالهم { لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ } في دينهم { إِن كَانُواْ هُمُ ٱلْغَـٰلِبِينَ } أي غلبوا موسى في دينه وليس غرضهم اتباع السحرة وإنما الغرض الكلي أن لا يتبعوا موسى فساقوا الكلام مساق الكناية لأنهم إذا اتبعوهم لم يكونوا متبعين لموسى .