Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 41-49)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا جَاء ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ ٱلْغَـٰلِبِينَ قَالَ نَعَمْ } وبكسر العين : علي ، وهما لغتان { وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } أي قال فرعون نعم لكم أجر عندي وتكونون مع ذلك من المقربين عندي في المرتبة والجاه فتكونون أول من يدخل علي وآخر من يخرج . ولما كان قولهم : { أئن لنا لأجراً } في معنى جزاء الشرط لدلالته عليه وكان قوله : { وإنكم إذا لمن المقربين } معطوفاً عليه دخلت { إذا } قارة في مكانها الذي تقضيه من الجواب والجزاء { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ } من السحر فسوف ترون عاقبته { فَأَلْقَوْاْ حِبَـٰلَهُمْ } سبعين ألف حبل { وَعِصِيَّهُمْ } سبعين ألف عصا . وقيل : كانت الحبال اثنين وسبعين ألفاً وكذا العصي { وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَـٰلِبُونَ } أقسموا بعزته وقوته وهو من أيمان الجاهلية { فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَـٰهُ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ } تبتلع { مَا يَأْفِكُونَ } ما يقلبونه عن وجهه وحقيقته بسحرهم ويزوّرونه ويخيلون في حبالهم وعصيهم أنها حياة تسعى { فَأُلْقِىَ ٱلسَّحَرَةُ سَـٰجِدِينَ } عبر عن الخرور بالإلقاء بطريق المشاكلة لأنه ذكر مع الإلقاءات ولأنهم لسرعة ما سجدوا صاروا كأنهم ألقوا { قَالُواْ ءامَنَّا بِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } عن عكرمة رضي الله عنه : أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء { رَبّ مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ } عطف بيان لـ { رب العالمين } لأن فرعون كان يدعي الربوبية فأرادوا أن يعزلوه . وقيل ؛ إن فرعون لما سمع منهم { آمنا برب العالمين } قال : إياي عنيتم ؟ قالوا : { رب موسى وهارون } . { قَالَ ءامَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءاذَنَ لَكُمْ } بذلك { إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسّحْرَ } وقد تواطأتم على أمر ومكر { فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } وبال ما فعلتم . ثم صرح فقال { لأقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ } من أجل خلاف ظهر منكم { وَلأصَلّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } كأنه أراد به ترهيب العامة لئلا يتبعوهم في الإيمان