Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 54-60)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ هَـؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } والشرذمة الطائفة القليلة ذكرهم بالاسم الدال على القلة ، ثم جعلهم قليلاً بالوصف ، ثم جمع القليل فجعل كل حزب منهم قليلاً . واختار جمع السلامة الذي هو للقلة أو أراد بالقلة الذلة لا قلة العدد أي أنهم لقلتهم لا يبالي بهم ولا تتوقع غلبتهم . وإنما استقل قوم موسى وكانوا ستمائة ألف وسبعين ألفاً لكثرة من معه . فعن الضحاك : كانوا سبعة الآف ألف { وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ } أي أنهم يفعلون أفعالاً تغيظنا وتضيق صدورنا وهي خروجهم من مصرنا وحملهم حلينا وقتلهم أبكارنا { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَـٰذِرُونَ } شامي وكوفي وغيرهم { حذرون } فالحذر المتيقظ والحاذر الذي يجدد حذره . وقيل : المؤدي في السلاح وإنما يفعل ذلك حذراً واحتياطاً لنفسه يعني ونحن قوم من عادتنا التيقظ والحذر واستعمال الحزم في الأمور ، فإذا خرج علينا خارج سارعنا إلى حسم فساده ، وهذه معاذير اعتذر بها إلى أهل المدائن لئلا يظن به العجز والفتور . { فَأَخْرَجْنَـٰهُمْ مّن جَنَّـٰتٍ } بساتين { وَعُيُونٍ } وأنهار جارية { وَكُنُوزٍ } وأموال ظاهرة من الذهب والفضة وسماها كنوزاً لأنهم لا ينفقون منها في طاعة الله تعالى { وَمَقَامٍ } ومنزل { كَرِيمٌ } بهي بهيج . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : المنابر { كَذٰلِكَ } يحتمل النصب على { أخرجناهم } مثل ذلك الآخراج الذي وصفنا ، والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي الأمر كذلك { وَأَوْرَثْنَـٰهَا بَنِى إِسْرٰءيلَ } عن الحسن : لما عبروا النهر رجعوا وأخذوا ديارهم وأموالهم { فَأَتْبَعُوهُم } فلحقوهم { فاتبعوهم } يزيد { مُشْرِقِينَ } حال أي داخلين في وقت شروق الشمس وهو طلوعها أدرك قوم فرعون موسى وقومه وقت طلوع الشمس