Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 94-101)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَكُبْكِبُواْ } أنكسوا أو طرح بعضهم على بعض { فِيهَا } في الجحيم { هُمْ } أي الآلهة { وَٱلْغَاوُونَ } وعبدتهم الذين برزت لهم . والكبكبة تكرير الكب جعل التكرير في اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة إثر مرة حتى يستقر في قعرها نعوذ بالله منها { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } شياطينه أو متبعوه من عصاة الإنس والجن { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } يجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح التقاول والتخاصم ، ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوّيكُمْ } نعدلكم أيها الأصنام { بِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } في العبادة { وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } أي رؤساؤهم الذين أضلوهم أو إبليس وجنوده ومن سن الشرك . { فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِينَ } كما للمؤمنين من الأنبياء والأولياء والملائكة { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } كما نرى لهم أصدقاء إذ لا يتصادق في الآخرة إلا المؤمنون وأما أهل النار فبينهم التعادي : { ٱلأَخِلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ الزخرف : 67 ] أو { فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِينَ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } [ الشعراء : 100 ] من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله وكان لهم الأصدقاء من شياطين الإنس . والحميم من الاحتمام وهو الاهتمام الذي يهمه ما يهمك ، أو من الحامّة بمعنى الخاصة وهو الصديق الخاص . وجمع الشافع ووحد الصديق لكثرة الشفعاء في العادة ، وأما الصديق وهو الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهمك فقليل . وسئل حكيم عن الصديق فقال : اسم لا معنى له . وجاز أن يراد بالصديق الجمع