Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 102-110)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } رجعة إلى الدنيا { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } وجواب « لو » محذوف وهو لفعلنا كيت وكيت ، أو لو في مثل هذا بمعنى التمني كأنه قيل : فليت لنا كرة . لما بين معنى « لو » و « ليت » من التلاقي { إِنَّ فِى ذَلِكَ } فيما ذكر من الأنباء { لآيَةً } أي لعبرة لمن اعتبر { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } فيه أن فريقاً منهم آمنوا { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } المنتقم ممن كذب إبراهيم بنار الجحيم { ٱلرَّحِيمُ } المسلم كل ذي قلب سليم إلى جنة النعيم . { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ ٱلْمُرْسَلِينَ } القوم يذكر ويؤنث . قيل : ولد نوح في زمن آدم عليه السلام ونظير قوله المرسلين والمراد نوح عليه السلام قولك « فلان يركب الدواب ويلبس البرود » وماله إلا دابة أو برد ، أو كانوا ينكرون بعث الرسل أصلاً فلذا جمع ، أو لأن من كذب واحداً منهم فقد كذب الكل لأن كل رسول يدعو الناس إلى الإيمان بجميع الرسل وكذا جميع ما في هذه السورة { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ } نسباً لا ديناً { نُوحٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } خالق الأنام فتتركوا عبادة الأصنام { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } كان مشهوراً بالأمانة فيهم كمحمد عليه الصلاة والسلام في قريش . { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } فيما آمركم به وأدعوكم إليه من الحق { وَمَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ } على هذا الأمر { مِنْ أَجْرٍ } جزاء { إِنْ أَجْرِىَ } بالفتح مدني وشامي وأبو عمرو وحفص { إِلاَّ عَلَىٰ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } فلذلك أريده { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } كرره ليقرره في نفوسهم مع تعليق كل واحد منهما بعلة ، فعلة الأول كونه أميناً فيهما بينهم ، وعلة الثاني حسم طمعه منهم كأنه قال : إذا عرفتم رسالتي وأمانتي فاتقوا الله ، ثم إذا عرفتم احترازي من الأجر فاتقوا الله .