Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 28-31)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ اذهب بّكتابي هذا فألقه } بسكون الهاء تخفيفاً : أبو عمرو وعاصم وحمزة ، ويختلسها كسراً لتدل الكسرة على الياء المحذوفة : يزيد وقالون ويعقوب ، { فألقهي } بإثبات الياء : غيرهم { إليهم } إلى بلقيس وقومها لأنه ذكرهم معها في قوله { وجدتها وقومها يسجدون للشمس } وبني الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك { ثمّ تولّ عنهم } تنح عنهم إلى مكان قريب بحيث تراهم ولا يرونك ليكون ما يقولونه بمسمع منك { فانظر ماذا يرجعون } ما الذي يردونه من الجواب . فأخذ الهدهد الكتاب بمنقاره ودخل عليها من كوة فطرح الكتاب على نحرها وهي راقدة وتوارى في الكوة فانتبهت فزعة ، أو أتاها والجنود حواليها فرفرف ساعة وألقى الكتاب في حجرها وكانت قارئة ، فلما رأت الخاتم . { قالت } لقومها خاضعة خائفة { ياأيّها المللأ إنّي } وبفتح الياء : مدني { ألقي إليّ كتابٌ كريمٌ } حسن مضمونه وما فيه أو مختوم . قال عليه الصلاة والسلام : " كرم الكتاب ختمه " وقيل : من كتب إلى أخيه كتاباً ولم يختمه فقد استخف به ، أو مصدر ببسم الله الرحمن الرحيم أو لأنه من عند ملك كريم { إنّه من سليمان وإنّه بسم الله الرّحمن الرّحيم } هو تبيين لما ألقى إليها كأنها لما قالت { إني ألقي إلى كتاب كريم } قيل لها : ممن هو وما هو ؟ فقالت : { إنه من سليمان } وإنه كيت وكيت . و « أن » فيه { ألاّ تعلوا } لا تترفعوا { عليّ } ولا تتكبروا كما يفعل الملوك مفسرة كقوله { وانطلق الملأ منهم أن امشوا } [ ص : 6 ] يعني أي امشوا { وأتوني مسلمين } مؤمنين أو منقادين وكتب الأنبياء مبنية على الإيجاز والاختصار