Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 32-34)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قالت يا أيّها المللأ أفتوني في أمري } أشيروا علي في الأمر الذي نزل بي . والفتوى الجواب في الحادثة اشتقت على طريق الاستعارة من الفتاء في السن ، والمراد هنا بالفتوى الإشارة عليها بما عندهم من الرأي ، وقصدها بالرجوع إلى استشارتهم تطييب أنفسهم ليمالئوها ويقوموا معها { ما كنت قاطعةً أمراً } فاصلة أو ممضية حكماً { حتّى تشهدون } بكسر النون ، والفتح لحن لأن النون إنما تفتح في موضع الرفع وهذا في موضع النصب ، وأصله تشهدونني فحذفت النون الأولى للنصب والياء لدلالة الكسرة عليها . وبالياء في الوصل والوقف : يعقوب أي تحضروني وتشيروني وتشهدوا أنه صواب أي لا أبت الأمر إلا بمحضركم . وقيل : كان أهل مشورتها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً كل واحد على عشرة الاف . { قالوا } مجيبين لها { نحن أولوا قوّةٍ وأولوا بأسٍ شديدٍ } أرادوا بالقوة قوة الأجساد والآلات وبالبأس النجدة والبلاء في الحرب { والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين } أي موكول إليك ونحن مطيعون لك فمرينا بأمرك نطعك ولا نخالفك كأنهم أشاروا عليها بالقتال ، أو أرادوا نحن من أبناء الحرب لا من أبناء الرأي والمشورة وأنت ذات الرأي والتدبير فانظري ماذا ترين نتبع رأيك . فلما أحست منهم الميل إلى المحاربة مالت إلى المصالحة ورتبت الجواب فزيفت أولاً ما ذكروه وأرتهم الخطأ فيه حيث { قالت إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً } عنوة وقهراً { أفسدوها } خربوها { وجعلوا أعزّة أهلها أذلّةً } أذلوا أعزتها وأهانوا أشرافها وقتلوا وأسروا فذكرت لهم سوء عاقبة الحرب ثم قالت { وكذلك يفعلون } أرادت وهذه عادتهم المستمرة التي لا تتغير لأنها كانت في بيت الملك القديم فسمعت نحو ذلك ورأت . ثم ذكرت بعد ذلك حديث الهدية وما رأت من الرأي السديد . وقيل : هو تصديق من الله لقولها ، واحتج الساعي في الأرض بالفساد بهذه الآية . ومن استباح حراماً فقد كفر ، وإذا احتج له بالقرآن على وجه التحريف فقد جمع بين كفرين