Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 48-50)

Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَكَانَ فِى ٱلْمَدِينَةِ } مدينة ثمود وهي الحجر { تِسْعَةُ رَهْطٍ } هو جمع لا واحد له ولذا جاز تمييز التسعة به فكأنه قيل تسعة أنفس ، وهو من الثلاثة إلى العشرة . وعن أبي دؤاد : رأسهم قدار بن سالف وهم الذين سعوا في عقر الناقة وكانوا أبناء أشرافهم { يُفْسِدُونَ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } يعني أن شأنهم الإفساد البحت لا يخلط بشيء من الصلاح كما ترى بعض المفسدين قد يندر منه بعض الصلاح . وعن الحسن يظلمون الناس ولا يمنعون الظالمين من الظلم . وعن ابن عطاء : يتبعون معايب الناس ولا يسترون عوراتهم { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ } { تحالفوا } خبر في محل الحال بإضمار « قد » أي قالوا متقاسمين أو أمر أي أمر بعضهم بعضاً بالقسم { لَنُبَيّتَنَّهُ } لنقتلنه بياتاً أي ليلاً { وَأَهْلَهُ } ولده وتبعه { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيّهِ } لولي دمه { لتبيتنه } بالتاء وبضم التاء الثانية ثم { لتقولن } بالتاء وضم اللام : حمزة وعلي { ماشهدنا } ما حضرنا { مَهْلِكَ أَهْلِهِ } حفص { مهلَك } أبو بكر وحماد والمفضل من هلك ، فالأول موضع الهلاك ، والثاني المصدر مُهلَك غيرهم ، من أهلك وهو الإهلاك أو مكان الإهلاك أي لم نتعرض لأهله فكيف تعرضنا له ؟ أو ما حضرنا موضع هلاكه فكيف توليناه ؟ { وِإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ } فيما ذكرنا . { وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } مكرهم ما أخفوه من تدبير الفتك بصالح وأهله . ومكر الله إهلاكهم من حيث لا يشعرون ، شبه بمكر الماكر على سبيل الاستعارة . روي أنه كان لصالح مسجد في الحجر في شعب يصلي فيه فقالوا : زعم صالح أنه يفرغ منا إلى ثلاث فنحن نفرغ منه ومن أهله قبل الثالث ، فخرجوا إلى الشعب وقالوا : إذا جاء يصلي قتلناه ثم رجعنا إلى أهله فقتلناهم ، فبعث الله صخرة من الهضب حيالهم فبادروا فطبقت الصخرة عليهم فم الشعب فلم يدر قومهم أين هم ولم يدروا ما فعل بقومهم ، وعذب الله كلاً منهم في مكانه ونجى صالحاً عليه السلام ومن معه