Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 51-55)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَـٰهُمْ } بفتح الألف : كوفي وسهل ، وبكسرها : غيرهم على الاستئناف ، ومن فتحه رفعه على أنه بدل من العاقبة ، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي تدميرهم ، أو نصبه على معنى لأنا أو على أنه خبر « كان » أي فكان عاقبة مكرهم الدمار { وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } بالصيحة { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً } ساقطة منهدمة من خوى النجم إذا سقط ، أو خالية من الخواء ، وهي حال عمل فيها ما دل عليه { تلك } { بِمَا ظَلَمُواْ } بظلمهم { إِنَّ فِى ذَلِكَ } فيما فعل بثمود { لآيَةً لّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } قدرتنا فيتعظون { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } بصالح { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } ترك أوامره وكانوا أربعة الآف نجوا مع صالح من العذاب . { وَلُوطًا إِذْ قَالَ } واذكر لوطاً ، و { إذ } بدل من { لوطاً } أي واذكر وقت قول لوط { لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَـٰحِشَةَ } أي إتيان الذكور { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } تعلمون أنها فاحشة لم تسبقوا إليها من بصر القلب ، أو يرى ذلك بعضهم من بعض لأنهم كانوا يرتكبونها في ناديهم معالنين بها لا يتستر بعضهم من بعض مجانة وانهماكاً في المعصية ، أو تبصرون آثار العصاة قبلكم وما نزل بهم . ثم صرح فقال { أَئِنَّكُمْ } بهمزتين : كوفي وشامي { لَتَأْتُونَ ٱلرّجَالَ شَهْوَةً } للشهوة { مّن دُونِ ٱلنّسَاء } أي إن الله تعالى إنما خلق الأنثى للذكر ولم يخلق الذكر للذكر ولا الأنثى للأنثى فهي مضادة لله في حكمته { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة مع علمكم بذلك ، أو أريد بالجهل السفاهة والمجانة التي كانوا عليها . وقد اجتمع الخطاب والغيبة في قوله { بل أنتم قوم تجهلون } و { بل أنتم قوم تفتنون } فغلب الخطاب على الغيبة لأنه أقوى إذ الأصل أن يكون الكلام بين الحاضرين .