Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 77-81)
Tafsir: Madārik at-tanzīl wa-ḥaqāʾiq at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِنَّهُ } وإن القرآن { لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤمِنِينَ } لمن أنصف منهم وآمن أي من بني إسرائيل أو منهم ومن غيرهم { إِن رَبَّكَ يَقْضِى بَيْنَهُم } بين من آمن بالقرآن ومن كفر به { بِحُكْمِهِ } بعدله لأنه لا يقضي إلا بالعدل فسمى المحكوم به حكماً ، أو بحكمته ويدل عليه قراءة من قرأ { بحكمه } جمع حكمة { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } فلا يرد قضاؤه { ٱلْعَلِيمُ } بمن يقضي له وبمن يقضي عليه أو العزيز في انتقامه من المبطلين العليم بالفصل بينهم وبين المحقين { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } أمره بالتوكل على الله وقلة المبالاة بأعداء الدين { إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقّ ٱلْمُبِينِ } وعلل التوكل بأنه على الحق الأبلج وهو الدين الواضح الذي لا يتعلق به شك ، وفيه بيان أن صاحب الحق حقيق بالوثوق بالله وبنصرته { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَاء إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ وَمَا أَنتَ بِهَادِى ٱلْعُمْىِ عَن ضَلَـٰلَتِهِمْ } لما كانوا لا يعون ما يسمعون ولا به ينتفعون ، شبهوا بالموتى وهم أحياء صحاح الحواس ، وبالصم الذين ينعق بهم فلا يسمعون ، وبالعمي حيث يضلون الطريق ولا يقدر أحد أن ينزع ذلك عنهم ويجعلهم هداة بصراء إلا الله تعالى . ثم أكد حال الصم بقوله { إذا ولوا مدبرين } لأنه إذا تباعد عن الداعي بأن تولى عنه مدبراً كان أبعد عن إدراك صوته ، { ولا يسمع الصُّمُّ } مكي وكذا « في الروم » { وَمَا أَنتَ تَهْدِى ٱلْعَمَىٰ } وكذا في « الروم » : حمزة { إِنْ تُسْمعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بآياتنا } أي ما يجدي إسماعك إلا على الذين علم الله أنهم يؤمنون بآياته أي يصدقون بها { فَهُم مُّسْلِمُونَ } مخلصون من قوله { بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } [ البقرة : 112 ] يعني جعله سالماً لله خالصاً له .